للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصره بالهارونيّ. وكان الذي صلَّى عليه وأدخله قبرَه وتولَّى أمره أحمد بن أبي دواد؛ وكان الواثق أمر أحمد بن أبي دواد أن يُصَلِّي بالناس يوم الأضحى في المصلَّى، فصلى بهم العيد؛ لأن الواثق كان شديد العِلّة فلم يقدر على الحضور إلى المصلَّى، ومات من عِلَّته تلك.

* * *

[ذكر الخبر عن صفة الواثق وسنه وقدر مدة خلافته]

ذكرَ من رآه وشاهده أنه كان أبيضَ مشربًا حُمرة، جميلًا رَبْعة، حسن الجسم، قائم العين اليسرى؛ وفيها نُكتة بياض.

وتوفِّيَ - فيما زعم بعضهم - وهو ابن ستّ وثلاثين سنة، وفي قول بعضهم: وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة؛ فقال الذين زعموا أنه كان ابن ست وثلاثين: كان مولده سنة ست وتسعين ومائة، وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وخمسة أيام. وقال بعضهم: وسبعة أيام واثنتي عشرة ساعة (١).

وكان وُلد بطريق مكة، وأمه أم ولد روميّة؛ يقال لها قراطيس.

واسمه هارون وكنيته أبو جعفر.

وذكر أنه لما اعتلّ علته التي مات فيها وسقى بطنه أمر بإحضار المنجّمين، فأحضروا؛ وكان ممن حضر الحسن بن سهل، أخو الفضل بن سهل، والفضل بن إسحاق الهاشميّ وإسماعيل بن نُوبخت ومحمد بن موسى الخُوارزميّ المجوسيّ القطرُبُّليُّ وسند صاحب محمد بن الهيثم وعامة مَنْ ينظر في النجوم، فنظروا في علَّته ونجمه ومولده، فقالوا: يعيش دهرًا طويلًا، وقدروا له خمسين سنة مستقبلة؛ فلم يلبث إلا عشرة أيام حتى مات.


(١) ذكر الطبري هنا قولين أيد كل من البسوي وابن قتيبة القول الأول فقد قال ابن قتيبة الدينوري: وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وأيامًا [المعارف/ ٢٠٠].
وقال البسوي: وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر إلا ستة أيام [المعرفة ١/ ٧٢] والذي اختاره ابن كثير أنه توفي في يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة من هذه السنة.
- أعني سنة ثنتين وثلاثين ومائتين عن ست وثلاثين سنة [البداية والنهاية ٨/ ١٨٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>