فأولئك لا يستطيعون أن يفهموا أو لا يريدون أن يفهم الناس تأريخهم الزاهر كما هو في واقع الأمر، وكما كان فلقد أخرج الحاكم في المستدرك (٣/ ٤٥١) من طريق حديث معاوية بن قرة قال: (لما كان يوم القادسية بعث بالمغيرة بن شعبة إلى صاحب فارس فقال: ابعثوا معي عشرة فبعثوا فشد عليه ثيابه ثم أخذ حجفة ثم انطلق حتى أتوه فقال: ألقوا لي ترسًا فجلس عليه فقال العلج: إنكم معاشر العرب قد عرفت الذي حملكم على المجيء إلينا، أنتم قوم لا تجدون في بلادكم من الطعام ما تشبعون منه فخذوا نعطيكم من الطعام حاجتكم فإنا قوم مجوس وإنا نكره قتلكم إنكم تنجسون علينا أرضنا، فقال المغيرة: والله ما ذاك جاء بنا ولكنا كنا قومًا نعبد الحجارة والأوثان فإذا رأينا حجرًا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره، ولا نعرف ربًا حتى بعث الله إلينا رسولًا من أنفسنا فدعانا إلى الإسلام فاتبعناه ولم نجئ للطعام، إنا أمرنا بقتال عدونا ممن ترك الإسلام ولم نجئ للطعام، ولكنا جئنا لنقتل مقاتلتكم ونسبي ذراريكم، وأما ما ذكرت من الطعام فإنا لعمري ما نجد من الطعام ما نشبع منه وربما لم نجد ريًا من الماء أحيانًا فجئنا إلى أرضكم هذه فوجدنا فيها طعامًا كثيرًا وماء كثيرًا، فوالله لا نبرحها حتى تكون لنا أو لكم، فقال العلج بالفارسية: صدق). وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وكذلك نسبه الهيثمي إلى الطبراني في الكبير، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. (المجمع: ٦/ ٢١٥). =