للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- ثم دخلت سنة ست عشرة -]

قال أبو جعفر: ففيها دخل المسلمون مدينة بهُرسير، وافتتحوا المدائن وهرب منها يزدجرد بن شهربار.

ذكر بقية خبر دخول المسلمين مدينة بَهُرَسير

١٦٤ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عبد الله بن سعيد بن ثابت، عن عَمْرة بنة عبد الرحمن بن أسعد، عن عائشة أمّ المؤمنين، قال: لما فتح الله عزّ وجلّ وقتل رُستم وأصحابه بالقادسيَّة وفُضّت جموعهم، اتّبعهم


= ورسوله هو الدافع وراء أعمالهم العظيمة تلك، ولقد ذكرنا عدة روايات في بيان أسباب الفتوحات الإسلامية أثناء حديثنا عن فتوح الشام والعراق ونرى أن يكون مسك الختام برواية تأريخية مسندة موصولة صحيحة جاءت على لسان صحابي جليل لتسكت جميع المتقولين والمغترين والمساكين الذين يحملون شهادات الدكتوراه ولكن كما قال سبحانه {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}.
فأولئك لا يستطيعون أن يفهموا أو لا يريدون أن يفهم الناس تأريخهم الزاهر كما هو في واقع الأمر، وكما كان فلقد أخرج الحاكم في المستدرك (٣/ ٤٥١) من طريق حديث معاوية بن قرة قال: (لما كان يوم القادسية بعث بالمغيرة بن شعبة إلى صاحب فارس فقال: ابعثوا معي عشرة فبعثوا فشد عليه ثيابه ثم أخذ حجفة ثم انطلق حتى أتوه فقال: ألقوا لي ترسًا فجلس عليه فقال العلج: إنكم معاشر العرب قد عرفت الذي حملكم على المجيء إلينا، أنتم قوم لا تجدون في بلادكم من الطعام ما تشبعون منه فخذوا نعطيكم من الطعام حاجتكم فإنا قوم مجوس وإنا نكره قتلكم إنكم تنجسون علينا أرضنا، فقال المغيرة: والله ما ذاك جاء بنا ولكنا كنا قومًا نعبد الحجارة والأوثان فإذا رأينا حجرًا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره، ولا نعرف ربًا حتى بعث الله إلينا رسولًا من أنفسنا فدعانا إلى الإسلام فاتبعناه ولم نجئ للطعام، إنا أمرنا بقتال عدونا ممن ترك الإسلام ولم نجئ للطعام، ولكنا جئنا لنقتل مقاتلتكم ونسبي ذراريكم، وأما ما ذكرت من الطعام فإنا لعمري ما نجد من الطعام ما نشبع منه وربما لم نجد ريًا من الماء أحيانًا فجئنا إلى أرضكم هذه فوجدنا فيها طعامًا كثيرًا وماء كثيرًا، فوالله لا نبرحها حتى تكون لنا أو لكم، فقال العلج بالفارسية: صدق).
وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وكذلك نسبه الهيثمي إلى الطبراني في الكبير، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. (المجمع: ٦/ ٢١٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>