للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلفهم بعد الضَّرب، ودفعهم إلى عبد ربه بن أبي صالح مولى بني سليم - وكان من الحرس - وعيسى بن أبي بُرَيق، ووجَّههم إلى خالد، وكتب إليه: إنَّهم أرادوا الوثوب عليه؛ فكان ابن أبي بريق كلما نبت شعر أحدهم حلَقه، وكان البختريّ بن أبي درهم، يقول: لَودِدت أنه ضربني وهذا شهرًا - يعني نصر بن سيار لما كان بينهما بالبرُوقان - فأرسل بنو تميم إلى نصر: إن شئتم انتزعناكم من أيديهم، فكفّهم نصر، فلما قدم بهم على خالد لام أسدًا وعنّفه، وقال: ألا بعثت برؤوسِهم! فقال عرفِجة التميميّ:

فكَيفَ وأنصارُ الخَليفة كُلّهُمْ ... عُناةٌ وأعداءُ الخَليفَة تُطْلَقُ!

بكَيْتُ ولم أملك دُمُوعي وَحُقَّ لي ... ونَصْرٌ شهابُ الْحَرْبِ في الغلّ موثقُ

وقال نصر:

بَعَثَتْ بالعِتابِ في غَيْر ذَنْبٍ ... في كتاب تَلومُ أُم تميم

إنْ أكْن موثقًا أسِيرًا لدَيْهِمْ ... في هُمُومٍ وكُربَة وَسُهُومِ

رهْنَ قَسْرٍ فما وَجَدْتَ بَلاءً ... كإِسارِ الكِرَامِ عندَ اللئيمِ

أَبلغِ المُدّعينَ قسرًا وَقَسْرٌ ... أهلُ عود القناة ذاتِ الوُصوم

هَلْ فطِمْتُمْ عنِ الخيانَةِ والغدْرِ ... أَم أنتمْ كالحاكرِ المُسْتَدِيم؟

وقال الفرزدق:

أخالِدُ لَوْلا اللهُ لَمْ تعطَ طاعَةً ... ولولا بنوْ مروانَ لمْ توثقُوا نصرَا

إذًا للقيتمْ دُونَ شدِّ وِثاقِهِ ... بني الحرْب لا كُشْفَ اللقاءِ ولا ضَجْرا

وخطب أسد بن عبد الله على منْبر بلْخ، فقال في خطبته: يا أهل بلْخ، لقبتموني الزّاغ والله لأزيغنّ قلوبكم. [٧/ ٤٧ - ٤٩].

[[ذكر الخبر عن دعاة بني العباس]]

وذكر عليّ بن محمد أن أوّل من قدِما خراسان من دعاة بني العباس زياد أبو محمد مولى هَمْدان في ولاية أسد بن عبد الله الأولى، بعثه محمد بن عليّ بن عبد الله بن العباس، وقال له: ادع الناس إلينا وانزِلْ في اليمن، والطف بمُضر، ونهاه عن رجل من أبْرشهر، يقال له غالب؛ لأنه كان مفرطًا في حبّ بني فاطمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>