للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلُّ عيش قد أَرَاهُ قَذِرًا ... غير رَكز الرمحِ في ظلّ الفَرَسْ (١)

[٦: ٩٠ - ٩١]


(١) رجال هذا الإسناد ثقات وبعضهم رجال الصحيح سوى الحسن بن كثير فقد ذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ١٦٧) وسماه البجلي، وترجم له أبو حاتم، وقال العجلي: الكوفي وفي نسخة البجلي وذكر له ثلاثة من الرواة وسكت عنه. [الجرح والتعديل (٣/ ٣٤ / تر ١٤٣)].
ومثل هذا قبلنا روايته التاريخية بالشروط الثلاثة التي ذكرناها في المقدمة.
ولعلَّ أصحَّ من هذه الرواية ما رواه البلاذري.
إذ أخرج البلاذري قال: حدثنا خلف بن سالم وأبو خيثمة قالا: ثنا وهب بن جرير، عن أبيه، حدثني إبراهيم الأشتر قال: مَرَّ بي ابن زياد يوم الخازر فسطع منه المسك وأنا لا أعرفه، فظننت أنه رجل له منزلة في القوم ومال فقصدت له فضربته على رأسه بالسيف فخرَّ بين قوائم برذونه يخور كخوار الثور فنظرت فإذا هو ابن زياد. [أنساب الأشراف (١/ ٢٥١)].
قلنا: وأيًّا كان قاتل عبيد الله بن زياد فقد تخلصت الأمة بمقتله من أمير جائر طالما نهره أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزجروه وأمروه بالمعروف ونهوه عن المنكر والظلم وبخس الناس أشيائهم كما سنذكر إن شاء الله في خلاصتنا عن أسباب زوال سلطان بني أمية وذلك في نهاية حوادث سنة (١٣٦ هـ) ولقد وصفه الإمام الذهبي خير وصف إذ قال -في ترجمته-: وكان جميل الصورة قبيح السريرة.
وقال أيضًا: قيل: كانت أمّه مرجانة من بنات ملوك الفرس. [مختصر سير أعلام النبلاء (٣/ ٥٤٥ تر ١٤٥)].
قلنا: ولعل البعض يُرجع السبب في ظلم عبيد الله بن زياد وإمعانه في حرب الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى تربية أمه مرجانة لأنها كانت حاقدة على المسلمين الذين سلبوا آباءهم ملكهم الكسروي بسبب الفتوحات الإسلامية العظيمة، ولكن هذا احتمال وظن وتخمين ليس إلَّا ولا أحد ينكر أن عددًا من الصحابة تزوجوا نساء فارسيات فأنجبن لهم خيرة العلماء والفضلاء والأئمة والمؤرخ المنصف لا يئبت هذه الأمور بمجرد الظن والحدس والتخمين والله أعلم.

كلمة عن المختار بن عبيد الله الثقفي وحركته الهدامة
قلنا: لقد أخرج الطبري روايات كثيرة عن المختار هذا الذي ادعّى النبوة وتلوّن بألوان عدة وتقلب بين ولاآت متعددة وأحدث بلبلة كبيرة في المجتمع الإسلامي وانتهت حركته بمقتله سنة (٦٧ هـ)، ولقد ذكرنا معظم هذه الروايات في قسم الضعيف وذكرنا أقلّها ضعفًا في قسم الصحيح آنفًا مع رواية أو روايتين صحيحة ذكرناها كذلك في الصحيح. =

<<  <  ج: ص:  >  >>