للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ثم جعل يحلوه بالدِّرَّة في رأسه حتى سبقه عَدْوًا، فرجع إلى ناقته فارتحلها، ثم أسندها في حَرَّة شَوْران راجعًا إلى أرض بني سليم، فقال:

ضَنّ علينا أبو حفصٍ بنائِلِه ... وكلُّ مُختبطٍ يَومًا له وَرَقُ

ما زال يُرْهقني حتى خَذِيت لهُ ... وحال من دون بعض الرَّغبَةِ الشَفَقُ

لمَّا رهبتُ أبا حفصٍ وشُرْطَتهُ ... والشيخُ يفزع أحيانًا فيَنْحمِقُ

ثُمَّ ارْعويتُ إليها وَهْيَ جانحَةٌ ... مِثل الطَّريدة لم ينبت لها ورقُ

أوردتها الخَلَّ من شَوْران صادِرَةً ... إني لأزْرِي عليها وَهْيَ تنطلقُ

تَطِيرُ مَرْوُ أبانٍ عن مناسمها ... كما تُنوقِد عند الجِهْبذ الورقُ

إذا يعارضها خرْقٌ تعارضه ... وَرْهَاء فيها إذا استعجلتها خُرُقْ

ينوءُ آخرها منها بأوّلها ... سُرْحُ اليدين بها نَهّاضَة العُنُق (١)

(٣: ٢٦٦/ ٢٦٧).

ذكر خبر بني تميم وأمر سجاح بنت الحارث بن سُوَيد

٥٠ - ذكر السريّ عن شعيب، عن سيف، عن الصعب بن عطية بن بلال، عن أبيه، وسهم بن منجاب؛ وقيس بن عاصم على مُقَاعِس والبُطُون، وصفوان بن صفوان، وسَبْرَةُ بن عمرو علي بني عمرو؛ هذا على بَهْدَى وهذا على خَضَّم -قبيلتين من بني تميم- ووكيع بن مالك ومالك بن نُوَيرة علي بني حنظلة؛ هذا على بني مالك، وهذا علي بني يربوع. فضرب صفوان إلى أبي بكر حين وقَع إليه الخبر بموت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بصدقات بني عمرو، وما ولي منها وبما ولي سبرة، وأقام


(١) إسناده مركب تالف ففي الإسناد الأول شيخ الطبري ابن حميد الرازي وهو ضعيف وفيه كذلك مجهولون (رجال من قومه).
وفي الجزء الثاني شعيب (تلميذ سيف) وهو معروف بمَحامله على السلف وفي الإسناد الثالث أبي مخنف وهو تالف هالك.
وإضافة إلى هذا الضعف الشديد في السند ففي متنه نكارة شديدة فكيف لا يعرف سيدنا عمر (وهو من هو من العلم والمنزلة الرفيعة) أن الإسلام يجبُّ ما قبله حتى أنه قال لأبي شجرة: أي عدو الله! وجعل يعلوه بالدرة حاشا لسيدنا عمر أن يفعل ذلك. والأثر منكر والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>