للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني سُلَيم بأهل الردّة أبو شجرة بن عبد العُزَى، وهو ابن الخنساء، فقال:

فلو سألَتْ عنّا غداةَ مُرامرٍ ... كما كنتُ عنها سائلًا لو نَأيتُها

لقاء بني فِهْرٍ وكان لقاؤهم ... غداةَ الجِوَاءِ حَاجَةً فقضيتُها

صبَرْتُ لهم نفسِي وعرَّجْت مُهْرَتي ... على الطَّعْن حتى صار وَرْدًا كُمَيتُها

إذا هيَ صَدَّتْ عن كَمِيّ أُريده ... عَدَلْتُ إليه صدْرَها فهديتُها

فقال أبو شجرة حين ارتد عن الإسلام:

صَحَا القلبُ عن مَيّ هواه وأقْصرا ... وطلوعَ فيها العاذلين فأبْصَرا

وأصبح أدنَى رائِد الجَهْل والصِّبا ... كما وُدُّها عنَّا كذاك تَغَيَّرَا

وأصبح أدنى رائدِ الوصل منهُمُ ... كما حبْلُها من حبلنا قد تَبَتّرا

ألا أيّها المُدْلِي بكثرة قومه ... وحظُّك منهم أن تُضَامَ وتُقْهَرَا

سَلِ الناس عنّا كل يوم كَرِيهَةٍ ... إذا ما التقينا: دارِعينَ وحُسَّرا

ألَسْنا نُعاطي ذا الطِّمَاح لجامَهُ ... ونَطْعن في الهيجا إذا الموتُ أَقْفَرا!

وعاضِرَةٌ شهباءُ تَخْطِرُ بالقَنا ... ترى البُلْقَ في حافتها والسَّنَوّرا

فَرَوَّيتُ رُمْحي من كَتِيبَةِ خَالدٍ ... وإني لأرْجو بعدها أن أُعمَّرا

ثم إن أبا شجرة أسلم، ودخل فيما دخل فيه الناس؛ فلما كان زمن عمر بن الخطاب قدم المدينة (١). (٣: ٢٦٥/ ٢٦٦).

٤٩ - فحدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أنس السُّلميّ، عن رجال من قومه. وحدثنا السَّري قال: حدَّثنا شعيب عن سيف، عن سهل، وأبي يعقوب، ومحمد بن مرزوق، وعن هشام، عن أبي مِخْنف، عن عبد الرحمن بن قيس السُّلمِيّ، قالوا: فأناخ ناقته بصعيد بني قريظة، قال: ثمّ أتى عمر، وهو يعطي المساكين من الصّدقة ويقسِّمها بين فقراء العرب، فقال: يا أمير المؤمنين! أعطني فإني ذو حَاجة، قال: ومَنْ أنت؟ قال: أبو شجرة بن عبد العزى السُّلميّ، قال: أبو شجرة! أي عدوّ الله! ألستَ الذي تقول:

فروّيتُ رمحي من كتيبة خالدٍ ... وإني لأرجُو بعدها أن أعمّرا


(١) إسناده ضعيف وسنتحدث عنه بعد الرواية التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>