بالفُرات، فقصد لهم بجماعة من أصحابه، فهزمهم، وكان فيهم عمران زَوْج جدّة ابن صاحب الزّنج المعروف بأنكلاي، فاستأمن عمران هذا إلى بُغراج، وتفرّق ذلك الجمع، قال محمد بن الحسن: فلقد رأيتُ المرأة من سكان الفرات تجد الزنجيَّ مستتترًا بتلك الأدغال، فتقبض عليه حتى تأتي به عسكر سعيد ما به منها امتناع، ثم قصد سعيد حرب الخبيث فعبر إلى غربيّ دجلة، فأوقع به وقعات في أيام متوالية، ثم انصرف سعيد إلى معسكر بهَطمَة، فأقام به يحاربه باقي رجب وعامّة شعبان.
* * *
[خلاص ابن المدبّر من صاحب الزنج]
وفيها تخلص إبراهيم بن محمد بن المدبر من حبس الخبيث، وكان سبب تخلصِه منه - فيما ذكر - أنه كان محبوسًا في غرفة في منزل يحيى بن محمد البحرانيّ، فضاق مكانه على البَحْراني، فأنزله إلى بيت من أبيات داره، فحبسه فيه، وكان موكَّلًا به رجلان، ملاصقٌ مسكنهما المنزل الذي فيه إبراهيم، فبذل لهما، ورغّبهما فسَرَبَا له سرَبًا إلى الموضع الذي فيه إبراهيم من ناحيتهما، فخرج هو وابن أخ له يعرف بأبي غالب ورجل من بني هاشم كان محبوسًا معهما.
* * *
[[ذكر خبر إيقاع صاحب الزنج بسعيد وأصحابه]]
وفيها أوقع أصحاب الخبيث بسعيد وأصحابه فقتلوه ومَنْ معه.
* ذكر الخبر عن هذه الوقعة:
ذُكر أن الخبيث وجّه إلى يحيى بن محمد البحرانيّ وهو مقيم بنهر مَعْقِل في جيش كثيف يأمره بالتوجّه بألف رجل من أصحابه، يرئّس عليهم سليمان بن جامع وأبا الليث، ويأمرهما بالقَصْد لعسكر سعيد ليلًا حتى يوقعا به في وقت طلوع الفجر، ففعل ذلك، فصارا إلى عسكر سعيد، فصادفا منهم غِرّةً وغفلة، فأوقعا بهم وقْعَةً، فقتلا منهم مقتلة عظيمة، وأحرَق الزَّنج يومئذ عسكر سعيد، فضعف سعيد ومَنْ معه، ودخل أمرَهم خللٌ للبيات الذي تهيّأ عليهم،