للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مني ما ليسَ عندي؟ قلت: تصنع أن تقول: يا أميرَ المؤمنين، نحتالُ في ذاك بحيلة، فتدفعُ عَنكَ أيامًا إلى أن يتهيّأ، وتحمل إليه بعض ما يطلب وتسوفه بالباقي، قال نعم أفعل وأصبر إلى ما أَشرتَ به. قال: فواللهِ لكأني كنتُ أغريهِ بالمنع، فكان إذا عاودهُ بمثلِ ذلكَ من القول عاد إلى مثل ما يكره من الجواب. فلما كَثُرَ ذلكَ عليه، دخلَ يومًا إليهِ وبينَ يديهِ حزمةُ نرجس غض، فأخذها المعتصم فهزَّها، ثم قال: حيَّاكَ اللهُ يا أبا العباس! فأخذها الفضلُ بيمينهِ وسلَّ المعتصم خاتمه من أصبعه بيساره، وقال لهُ بكلام خفي: أعطني خاتمي، فانتزعهُ من يدهِ، وضعه في يد ابن عبد الملك.

وحجَّ بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد (١).

ثم دخلت سنة إحدى وعشرينَ ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فمن ذلكَ الوقعة التي كانت بين بابك وبغا الكبير من ناحية هَشْتَادسر، فهزم بُغا واستبيح عسكره.

[[ذكر الخبر عن وقعة الأفشين مع بابك في هذه السنة]]

وفيها واقع الأفشين بابك وهزمه (٢).

[ذكر الخبر عن هذه الوقعة وكيف كان السبب فيها]

ذكر أن بُغا الكبير قدم بالمال الذي قد مضى ذكره؛ وأنَّ المعتصم وجَّهه معه إلى الأفشين عطاءً للجند الذي كانَ معه ولنفقات الأفشين. على الأفشين، وبالرجال الذين توجَّهوا معهُ إليه، فأعطى الأفشين أصحابهُ، وتجهَّزَ بعد النيروز، ووجَّهَ بُغَا في عسكر ليدور حول هَشْتَادسر، وينزل في خندق محمد بن حميد ويحفره ويُحكمه وينزله، فتوجَّه بُغا إلى خندق محمد بن حُميد، وصار


(١) وكذلكَ قال خليفة في تأريخه (٣١٦) والبسوي في المعرفة والتأريخ (١/ ٦٩).
(٢) انظر المنتظم (١١/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>