للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها في سكك المدينة يقسمها حتى أصبح، فأصبح وما عنده منها درهم. قال الحسن: وجاء هاهنا يطلب الدينار والدرهم- أو قال: الصفراء والبيضاء (١). (٤: ٤٠٥).

٨٦٢ - وحجّ بالناس في هذه السنة -أعني: سنة خمس وثلاثين- عبد الله بن عباس بأمر عثمان إياه بذلك؛ حدّثني بذلك أحمد بن ثابت الرازيّ، عمّن حدّثه، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر (٢). (٤: ٤٠٥).

ذكر الخبر عن السبب الذي من أجله أمر عثمان رضي الله عنه عبد الله ابن عباس رضي الله عنه أن يحجّ بالناس في هذه السنة

٨٦٣ - ذكر محمد بن عمر الواقديّ: أنّ أسامة بن زيد حدّثه عن داود بن الحصين، عن عِكرمة، عن ابن عباس، قال: لما حُصِر عثمان الحصْر الآخر -قال عكرمة: فقلت لابن عبّاس: أو كَانا حَصْرين؟ فقال ابن عباس: نعم، الحصْر الأوّل، حُصر اثنتي عشرة- وقدم المصريون فلقيَهم عليٌّ بذي خُشب؟ فردّهم عنه؛ وقد كان والله عليّ له صاحبَ صدق، حتى أوغَر نفسَ عليّ عليه؛ جعل مروان، وسعيد، وذووهما يحملونه على عليّ فيتحمَّل؛ ويقولون: لو شاء ما كلّمك أحد؛ وذلك أن عليًّا كان يكلمه، وينصحه، ويُغلِظ عليه في المنطق في مرْوان وذويه، فيقولون لعثمان: هكذا يستقبلك؛ وأنت إمامه، وسلْفه، وابن عمّه، وابن عمته؛ فما ظنّك بما غاب عنك منه! فلم يزالوا بعليّ حتى أجمع ألّا يقوم دونه؛ فدخلتُ عليه اليوم الذي خرجتُ فيه إلى مكة، فذكرتُ له: أن عثمان دعاني إلى الخروج، فقال لي: ما يريد عثمان أن ينصحه أحدٌ؛ اتّخذ بطانة أهل غِشّ ليس منهم أحد إلّا قد تسبّب بطائفة من الأرض يأكل خراجها ويستذل أهلها؛ فقلت له: إنّ له رحمًا، وحقًّا؛ فإن رأيت أن تقوم دونه؛ فعلتَ؛ فإنك لا تُعذِر إلا بذلك.

قال ابن عباس: فالله يعلم: أنّي رأيت فيه الانكسار، والرّقة لعثمان؛ ثم إني


(١) في إسناده أبو بكر البكري مجهول، ورواية هشام عن الحسن مرسلة والله أعلم.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>