للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رافعًا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد؛ يقول: يا أيّها الناس! سُعِّرت النار، وأقبلت الفتن كقِطَع الليل المظلم! وإنِّي وإلله لا تمْسكون عليّ شيئًا؛ إنّي لم أحِلّ لكم إلا ما أحَلَّ لكم القرآن، ولم أحرّم عليكم إلا ما حرَّم عليكم القرآن. فلما فرغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من كلامه؛ قال له أبو بكر: يا نبيّ الله! إنّي أراك قد أصبحت بنعمة الله وفضله كما نحبُّ، واليوم يوم ابنة خارجة، فآتيها. ثم دخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجَ أبو بكر إلى أهله بالسُّنْح (١). (٣: ١٩٨/ ١٩٩).

ذكر الأخبار الواردة باليوم الذي توفي فيه رسول الله ومبلغ سنّه يوم وفاته

٤٤٧ - فقال بعضهم في ذلك ما حُدِّثت عن هشام بن محمد بن السائب عن أبي مِخنَف، قال: حدَّثنا الصَّقْعَب بن زهير، عن فقهاء أهل الحجاز، قالوا: قُبِض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نصفَ النهار يوم الإثنين، لليلتَين مَضَتا من شهر ربيع الأول، وبويع أبو بكر يوم الإثنين في اليوم الذي قُبِض فيه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (٢). (٣: ٢٠٠).

٤٤٨ - وقال الواقديُّ: تُوُفِّيَ يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة خَلَتْ من شهر ربيع الأوّل، ودفن من الغد نصفَ النهار حين زاغت الشمس، وذلك يوم الثلاثاء.

قال أبو جعفر: تُوفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر بالسُّنْح وعمر حاضِرٌ. فحدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، عن الزُّهريّ، عن سعيد بن المسيِّب، عن أبي هريرة، قال: لما تُوُفِّيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قام عمر بن الخطاب، فقال: إنَّ رجالًا من المنافقين يزعمون: أن رسول الله تُوُفِّيَ وإنَّ رسول الله والله ما مات؛ ولكنه ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة؛ ثم رجع بعد أن قيل قد مات؛ والله ليرجعَنَّ رسولُ الله فليقطعن أبيدي رجال


(١) هذا إسناد مرسل ضعيف ومتنه يخالف لما جاء في الصحيح من أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصل الصبح يوم الإثنين الأخير جماعة مع الصحابة لعدم استطاعته الخروج إليهم وإنما صلاها في بيته وهذا هو اختيار الحافظ ابن كثير (البداية والنهاية ٤/ ٢٠١).
(٢) إسناده ضعيف إلى ابن إسحاق وقد عنعن ولم يصرح بالتحديث وأخرجه ابن هشام (٢/ ٦٥٥) عن طريق ابن إسحاق قال: قال الزهري: وحدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وواضح أنه لم يصرح هنا أيضًا بالتحديث وهو مدلس والحديث ضعيف والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>