٧٢٦ / أ- ولما قبض الله حِزْقيل كثرت الأحداث -فيما ذكر- في بني إسرائيل وتركوا عهد الله الذي عهد إليهم في التوراة، وعبدوا الأوثان، فبعث الله إليهم فيما قيل: إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران (١). (١: ٤٦١).
٧٢٧ - فحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق: ثم إن الله عزّ وجلّ قبض حزقيل، وعظمت في بني إسرائيل الأحداث، ونَسُوا ما كان من عهدِ الله إليهم، حتى نصبوا الأوثان وعبدوها من دون الله، فبعث الله إليهم إلياس بن ياسيِن بن فِنْحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبيًّا؛ وإنما كانت الأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى يُبعَثون إليهم بتجديد ما نسُوا من التوراة. فكان إلياسُ مع ملِك من ملوك بني إسرائيل يقال له: أحاب، وكان اسم امرأته: أزبل، وكان يسمع منه ويصدّقه، وكان إلياس يقيم له أمرَه، وكان سائر بني إسرائيل قد اتخذوا صنمًا يعبدونه من دون الله، يقال له: بَعْلِ. قال ابن إسحاق: وقد سمعت بعض أهل العلم يقول: ما كان بعْل إلا امرأة يعبدونها من دون الله يقول الله لمحمد {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قَال لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ} - إلي قوله:{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} - فجعل إلياس يدعوهم إلي الله، وجعلوا لا يسمعون منه شيئًا إلا ما كان من ذلك الملك، والملوك متفرقة بالشأم؛ كل ملك له ناحية منها يأكلها، فقال ذلك الملِك، الذي كان إلياس معه، يقوم له بأمره، ويراه علي هدي من بين أصحابه يومًا يا إلياس، والله ما أري ما تدعو إليه إلا باطلًا، والله ما أري فلانًا وفلانًا فعدّ ملوكًا من ملوك بني إسرائيل قد عبدوا الأوثان من دون الله إلّا علي مثل ما نحن عليه، يأكلون ويشربون ويتنعمون، مملَّكين، ما ينقص دنياهم أمرهم الذي تزعم أنه باطل، وما نري لنا عليهم من فضل.
فيزعمون -والله أعلم-: أن إلياس استرجع وقام شعرُ رأسه وجلده، ثم رفضه وخرج عنه ففعل ذلك الملك فعل أصحابه؛ عَبَدَ الأوثان، وصنع ما يصنعون.