للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقتل عليّ بن الجهم] (١)

وفيها قُتِل عليّ بن الجهم بن بدر؛ وكان سبب ذلك أنه توجّه من بغداد إلى الثغر، فلما كان بقرب حَلب بموضع يقال له خساف؛ لقيته خيل لكلْب، فقتلته، وأخذ الأعراب ما كان معه، فقال وهو في السياق:

أَزِيدَ في الليلِ لَيْلُ ... أَمْ سالَ بالصبح سَيْلُ

ذكَرْتُ أهلَ دُجَيْلِ ... وأينَ منِّي دجَيْلُ!

وكان منزله في شارع الدّجيل.

* * *

وفيها عزل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء، ووليه جعفر بن محمد بن عمار البرجميّ من أهل الكوفة؛ وقد قيل: إن ذلك في سنة خمسين ومئتين.

وفيها أصاب أهل الريّ في ذي الحجة زلزلة شديدة ورجْفة تهدّمت منها الدور، ومات خلق من أهلها وهرب الباقون من أهلها من المدينة؛ فنزلوا خارجها.

ومُطر أهل سامرّا يوم الجمعة لخمس بقين من جمادى الأولى؛ وذلك يوم السادس عشر من تمُّوز مطرٌ جَوْد برعد وبرق، فأطبَق الغيم ذلك اليوم؛ ولم يزل المطر جوْدًا سائلًا يومئذ إلى اصفرار الشمس ثم سكن.

وتحرّكت المغاربة في هذه السنة يوم الخميس لثلاث خلوْن من جمادى الأولى، وكانوا يجتمعون قرب الجسر بسامُرّا، ثم تفرّقوا يوم الجمعة (٢).

* * *

وحجّ بالناس في هذه السنة عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام وهو والي مكة (٣).


(١) علي بن الجهم كان شاعرًا من أصحاب المتوكل وكان فاضلًا متدينًا ذا شعر حسن جيد ثم نقم عليه المتوكل [انظر ترجمته وتأريخ وفاته في تأريخ بغداد (١١/ ٣٦٧) والمنتظم (١٢/ ٢٦) ووفيات الأعيان (٣/ ٣٥٥).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٢٣).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>