للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة وُلِّي عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بغداد ومعاون السواد.

وفيها قدم محمد بن عبد الله بن طاهر من خُراسان، لثمان بقين من شهر ربيع الآخر، فولِّيَ الشرطة والجزية وأعمال السَّوَاد وخلافة أمير المؤمنين بمدينة السلام، ثم صار إلى بغداد.

وفيها عزل المتوكلُ محمد بن أحمد بن أبي دواد عن المظالم، وولاها محمد بن يعقوب المعروف بأبي الربيع (١).

وفيها رضي عن ابن أكثم، وكان ببغداد فأشخص إلى سامراء، فوُلِّيَ القضاء على القضاة، ثم ولِّيَ أيضًا المظالم، وكان عزل المتوكل محمد بن أحمد بن أبي دواد عن مظالم سامراء لعشر بقين من صفَر من هذه السنة (٢).

[[ذكر غضب المتوكل على ابن أبي دواد]]

وفيها غضب المتوكّل على ابن أبي دواد؛ وأمر بالتوكيل على ضياع أحمد بن أبي دواد لخمسٍ بقين من صفر، وحُبِسَ يوم السبت لثلاث خَلَون من شهر ربيع الأول ابنه أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دواد في ديوان الخراج، وحبس إخوته عند عبيد الله بن السريّ خليفة صاحب الشرطة، فلما كان يوم الإثنين حمل أبو الوليد مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وجواهر بقيمة عشرين ألف دينار، ثم صُولح بعد ذلك على ستة عشر ألف ألف درهم، وأشهد عليهم جميعًا ببيع كلّ ضيعة لهم؛ وكان أحمد بن أبي دواد قد فُلج، فلما كان يوم الأربعاء لسبع خلوْن من شعبان، أمر المتوكل بولد أحمد بن أبي دواد، فحُدِروا إِلى بغداد، فقال أبو العتاهية:

لو كنتَ في الرأيِ منسوبًا إلى رشَدٍ ... وكان عزمُك عزمًا فيه توفيقُ

لكانَ في الفقه شغلٌ لو قَنِعْتَ به ... عن أَنْ تقولَ: كلامُ اللهِ مخلوقُ


(١) انظر المنتظم (١١/ ٢٤٩).
(٢) انظر المنتظم (١١/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>