وإن كان كذلك فكثير ما كتبت به إليك، وإن كان غير ذلك فالسلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته وكتب في أسفل الكتاب هذه الأبيات:
ركوبكَ الأَمرَ ما لم تُبْلَ فرْصتُهُ ... جهل وَرَأيُكَ بالتَّغرِيرِ تَغريرُ
أَقبحْ بِدُنيَا ينالُ المُخطئونَ بها ... حَظَّ المُصِيبينَ والمَغْرورُ مغْرورُ
* * *
[[وثوب الجند بطاهر بن الحسين بعد مقتل الأمين]]
وفي هذه السنة وثب الجند بعد مَقتل محمد بطاهر، فهرب منهم وتغيب أيامًا حتى أصلح أمرهم.
[ذكر الخبر عن سبب وثوبهم به وإلى ما آل أمره وأمرهم]
ذكر عن سعيد بن حميد؛ أنه ذكر أن أباه حدثه؛ أن أصحاب طاهر بعد مقتل محمد بخمسة أيام، وثبوا به، ولم يكن في يديه مال، فضاق به أمره، وظن أن ذلك عن مواطأة من أهل الأرباض إياهم، وأنهم معهم عليه، ولم يكن تحرك في ذلك من أهل الأرباض أحد، فاشتدت شوكة أصحابه وخشي على نفسه، فهرب من البستان، وانتهبوا بعض متاعه، ومضى إلى عقرقوف. وكان قد أمر بحفظ أبواب المدينة وباب القصر على أم جعفر، وموسى وعبد الله ابني محمد، ثم أمر بتحويل زبيدة وموسى وعبد الله ابني محمد معها من قصر أبي جعفر إلى قصر الخلد، فحوَّلوا ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول، ثم مضى بهم من ليلتهم حراقة إلى همينيا على الغربي من الزاب الأعلى، ثم أمر بحمل موسى وعبد الله إلى عمهما بخراسان على طريق الأهواز وفارس. قال: ولما وثب الجند بطاهر، وطلبوا الأرزاق، أحرقوا باب الأنبار الذي على الخندق وباب البستان، وشهروا السلاح، وكانوا كذلك يومهم ومن الغد، ونادوا موسى: يا منصور. وصوب الناس إخراج طاهر وموسى وعبد الله، وقد كان طاهر انحاز ومن معه من القوّاد، وتعبأ لقتالهم ومحاربتهم، فلما بلغ ذلك القوّاد والوجوه صاروا إليه واعتذروا، وأحالوا على السفهاء والأحداث، وسألوه الصفح عنهم وقبول عذرهم والرضا عنهم، وضمنوا له ألا يعودوا لمكروه له ما أقام معهم. فقال لهم طاهر: والله ما خرجت عنكم إلا لوضع سيفي فيكم، وأقسم بالله