للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحجّ بالناس في هذه السنة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وهو عامل مروان على المدينة والطائف حدثني بذلك أحمد بن ثابت الرازي عمن ذكره عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر، وكذلك قال الواقدي وغيره (١).

وكان العامل على العراق النَّضر بن الحرشيّ وكان من أمره وأمر عبد الله بن عمر والضحاك الحَرُوريّ ما قد ذكرت قبلُ. وكان بخراسان نصر بن سيار وبها من ينازعه فيها كالكرمانيّ والحارث بن سُرَيج (٢).

[ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومئة ذكر خبر قتل الحارث بن سريج بخراسان]

فمما كان فيها من الأحداث قتل الحارث بن سريج بخراسان (٣).


= قصر الكوفة فباع الفيء وأصاب خزائن كثيرة وسلاحًا وأموالًا فلما كان أول يوم من شهر رمضان سار الضحاك إلى واسط فاستخلف على الكوفة ملحان وسار الضحاك حتى نزل على ابن عمر بواسط فقاتله وفارس أهل الشام والقائم بتلك الحرب منصور بن جمهور فقتل جحشنة ابن أخي منصور في تلك الحرب وحمل منصور على عكرمة فقتله [تأريخ خليفة / ٣٩٧] فهذه الروايات اللطبري وخليفة) وإن اختلفت في التفاصيل ولكنها تتحد في أصل الخبر ألا وهو خروج الضحاك الخارجي وجريان الأمور في بداية المعارك لصالحه ووصوله إلى الكوفة وحصاره لواسط وللخبر تتمة كما سيأتي. وانظر البداية والنهاية (٨/ ١٣) فقد ذكر ابن كثير الخبر مختصرًا.
(١) قال خليفة: وأقام الحج سنة سبع وعشرين ومئة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بين مروان [تأريخ خليفة / ٣٩٨].
(٢) انظر قوائم الولاة في نهاية عهد مروان.
(٣) وكذلك قال خليفة: وفي هذه السنة وهي سنة ثمان وعشرين ومئة لجأ الحارث بن سريج إلى الكرماني وإلى الأزد، وقال: تعالوا نقاتل هذا الباغي يعني نصر بن سيار فقاتلوا نصرًا فهزموه فلما جنّ نصرًا الليلُ خرج متوجهًا إلى أبرشهر فطمع الحارث أن تجتمع عليه تميم وشامهم فقالوا نحن معك فمال إليهم فاجتمعت مضر مع الحارث وبايعوه واجتمعت اليمن وربيعة مع الكرماني فاقتتلوا فقتل الحارث لا يدرى من قتله وهزمت تميم وغلب الكرماني على مرو وكتب العهود وفي ذلك يقول نصر بن سيار في قتل الحارث بن سريج:
يا مدخل الذلّ على قومه بعدًا ... وسحقًا لك من هالك
ما كانت الأزد وأشياعها ... تطمع في عمرو ولا مالك
(تأريخ خليفة / ٤٠٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>