للنوشريّ بناحية طريق خُراسان، وأنه كتب إلى النوشريّ يذكر ما عاين من قُوّة عسكر ابن أوس وظاهر عدتهم، ويشير بأن يذكر ذلك لبايكباك، ويصف خلاء طريق خُراسان من سلطان يتولّاه ويحوط أهلَه وأنّ هذا عسكر مشْحَنٌ بالرّجال والعُدّة والعتاد، مقيم في العمل، وأن النوشري ذكر ذلك لبايكباك، وأشار عليه بتوليته طريق خراسان، وتخفيف المؤنة عن السلطان فقبِل ما أشار به عليه، وأمر بكتُبه فكتبت وولّي طريق خراسان في ذي القعدة من هذه السنة - وهي سنة خمس وخمسين ومئتين - وكان موسى خليفة مساور بن عبد الحميد الشاري مقيمًا بالدَّسكَرة ونواحيها في زهاء ثلثمئة رجل، قد ولّاه مُساور ما بين حُلوان إلى السوس على طريق خُراسان وبطن جُوخى وما قرب ذلك من طساسيج السواد.
* * *
وفيها أمر المهتدي بإخراج القِيان والمغنين والمغنيات من سامُرّا ونفيهم منها إلى بغداد؛ بعد أمرٍ كان قد تقدّم من قبيحة في ذلك قبل أن ينزل بابنها ما نزل، وأمر بقتل السباع التي كانت في دار السلطان وطَرْد الكلاب وإبطال الملاهي وردّ المظالم، وجلس لذلك للعامة، وكانت ولايته والدّنيا كلها من أرض الإسلام مفتونة.
* * *
[ذكر خبر استيلاء مفلح على طبرستان ثمّ انصرافه عنها]
وفيها شخص موسى بن بغا ومَنْ معه من الموالي وجند السلطان من الرّيّ وانصرف مُفلح عن طبرستان بعد أن دخلها، وهزم الحسن بن زيد، وأخرجه عنها إلى أرض الديلم.
* ذكر الخبر عن شخوصه عنها:
ذُكر: أنّ السبب في ذلك أن قبيحة أمّ المعتزّ، لمّا رأت من الأتراك اضطرابًا، وأنكرت أمرَهم، كتبت إلى موسى بن بغا تسأله القدومَ إلى ما قِبَلها، وأمّلت وروده عليها قبل حدوث ما حدث عليها وعلى ابنها المعتزّ، فعزم موسى على الانصراف إليها، وكان ورودُ كتابها عليه ومُفلح بطبرستان.