للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد زعم بعض أهل العلم أن بيوراسب قد كان قبل هلاكه تنكَّر لهم، وتغيَّر عما كان لهم عليه (١). (١: ٢٩٠/ ٢٩١ / ٢٩٢).

[ذكر لوط بن هاران وقومه]

ونعود الآن إلى ذكر الخبر عن بقية الأحداث التي كانت في أيام إبراهيم.

٤٧٦ - وكان من الكائن أيام حياته من ذلك ما كان من أمر لوط بن هاران بن تارخ ابن أخي إبراهيم عليهما السلام وأمر قومه من سَدُوم، وكان من أمره فيما ذكر: أنه شخص من أرض بابل مع عمّه إبراهيم خليل الرحمن، مؤمنًا به، متبعًا له علي دينه، مهاجرًا إلي الشام، ومعهما سارَة بنت ناحور.

وبعضهم يقول: هي سارة بنت هيبال بن ناحور، وشخص معهم -فيما قيل- تارخ أبو إبراهيم مخالفًا لإبراهيم في دينه، مقيمًا علي كفره حتى صاروا إلي حرّان، فمات تارخ وهو [آزر] أبو إبراهيم بحرّان علي كفره وشَخَص إبراهيم ولوط وسارة إلي الشام، ثم مضوْا إلي مصر، فوجدوا بها فرعونًا من فراعنتها، ذُكر: أنه كان سنان بن علوان بن عبيد بن عويج بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح. وقد قيل: إن فرعون مصر يومئذ كان أخًا للضحاك، كان الضّحاك وجَّهه إليها عاملًا عليها من قِبَله -وقد ذكرتُ بعض قصته مع إبراهيم فيما مضي قبلُ- ثم رجعوا عَوْدًا علي بدئهم إلي الشأم، وذكر أن إبراهيم نزل فلسطين، وأنزل ابنَ أخيه لوطًا الأردنّ، وأن الله تعالى أرسل لوطًا إلي أهل سَدوم، وكانوا أهل كفرٍ بالله وركوب فاحشة، كما أخبر الله عن قوم لوط: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَال وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} (٢) (١: ٢٩٢/ ٢٩٣).

٤٧٧ - وأما إتيانهم ما كانوا يأتونه من المنكر في ناديهم، فإن أهلَ العلم اختلفوا فيه، فقال بعضهم: كانوا يحذفون مَن مرّ بهم.

وقال بعضهم: كانوا يتضارَطُون في مجالسهم.


(١) ضعيف.
(٢) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>