للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المدينة فأجلاهم فرحلوا إلى الشام ... إلخ]. [البداية والنهاية (٦/ ٣٠)].

مقومات ابن الزبير رضي الله عنهما للخلافة
١ - المكانة الدينية والاجتماعية:
وقد ذكر ابن عباس بعضها في الحديث الذي أخرجه البخاري برقم (٤٦٦٥). وهو صحابي جليل وهو أول مولود في الإسلام في المدينة، وأبوه حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجدّه صاحب الغار، وأمه الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وجدته عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية ... إلخ.
كل هذه الصفات وغيرها شاركت في إعطاء ابن الزبير تلك المكانة والمهابة بين الناس.
٣ - الشجاعة:
التي اتصف بها ابن الزبير وهي ضرورية للقائد الناجح، فقد أخرج الزبير بن بكار: حدثني خالد بن وضاح: حدثني أبو الخصيب نافع مولى آل الزبير، عن هشام بن عروة قال:
رأيت الحجر من المنجنيق يهوي حتى أقول: لقد كاد أن يأخذ لحية ابن الزبير وسمعته يقول: "والله لا أبالي إذا وجدت ثلاثمئة يصبرون صبري لو أجْلَبَ عليّ أهل الأرض". [تاريخ دمشق (٤/ ٤٦٨) تاريخ الإسلام (٣/ ٤٤٥)].
وقال عثمان بن أبي طلحة: كان ابن الزبير لا ينازع في شجاعةٍ ولا عبادةٍ ولا بلاغةٍ. [تاريخ دمشق (١/ ٤١٧)].
٣ - كان الناس يرون في ابن الزبير رمزًا من رموز التقوى والصلاح والعبادة والورع:
قال حماد بن زيد، عن ثابت البناني: كنت أَمرُّ بعبد الله بن الزبير وهو يصلي خلف المقام كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك. [البدإية والنهاية (٧/ ١٤٤)].
وقال الحميدي عن سفيان بن عيينة: عن هشام بن عروة: عن ابن المنكدر قال: لو رأيت ابن الزبير يصلي كأنه غصن شجرة تصفقها الريح والمنجنيق يقع هاهنا وهاهنا.
قال سفيان: كأنه لا يبالي ولا يعده شيئًا. [البداية والنهاية (٧/ ١٤٥)].
وقال الليث: عن مجاهد: لم يكن أحدٌ يطيق ما يطيقه ابن الزبير في العبادة. [البداية والنهاية (٧/ ١٤٦)].
وروى سفيان: عن ابن جريج: عن ابن أبي صليكة قال: ذكرت ابن الزبير عند ابن عباس قال: "كان عفيفًا في الإسلام قارئًا للقرآن صوامًا قوامً". [البداية والنهاية (٧/ ١٥٦)].
قلنا: ونختتم هذه الفقرة بقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو يصف ابن الزبير وقد مرَّ به مصلوبًا على عقبة المدينة، وقد سمع ما ردده بعض رجال الحجاج من أن ابن الزبير أشر هذه الأمة فقال ابن عمر: "السلام عليك يا أبا حُبيب، السلام عليك يا أبا حُبيب، السلام عليك يا أبا حُبيب، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا، أما =

<<  <  ج: ص:  >  >>