للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦٣ - كتب إليّ السريّ، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلّب، قالوا: وقد كان خالد أقام بدُومة، فظنّ الأعاجم به؛ وكاتبهم عرب الجزيرة غضبًا لعَقَّة؛ فخرج زَرْمهْر من بغداد ومعه رُوزبه يريدان الأنبار؛ واتَّعدا حُصيدًا والخنافس، فكتب الزّبرقان وهو على الأنبار إلى القعقاع بن عمرو؛ وهو يومئذ خليفة خالد على الحيرة؛ فبعث القعقاع أعْبَدَ بن فَدكيّ السعديّ، وأمره بالحُصيد، وبعث عُرْوة بن الجعْد البارقيّ وأمره بالخَنافس، وقال لهما: إن رأيتما مَقْدَمًا فأقدما. فخرجا فحالا بينهما وبين الريف، وأغلقاهما، وانتظر روزبه وزرمهر بالمسلمين اجتماع من كاتبهما من رَبِيعة؛ وقد كانوا تكاتَبوا واتَّعدوا؛ فلمَّا رجع خالد من دُومة إلى الحيرة على الطهر وبلغه ذلك وقد عزم على مصادمة أهل المدائن؛ كرِه خلافَ أبي بكر، وأن يتعلَّق عليه بشيء، فعجَّل القعقاع بن عمرو، وأبو ليلى بن فَدكيّ إلى رُوزبه وزرمهر، فسبقاه إلى عين التَّمر، وقدم على خالد كتاب امرئ القيس الكلبيّ: أنَّ الهذيل بن عمران قد عَسْكر بالمُصَيَّخ، ونزل ربيعة بن بُجير بالثَنِيّ وبالبِشْر في عسكر غضبًا لعقَّة، يريدان زرمهر ورُوزبه. فخرج خالد وعلى مقدّمته الأقرع بن حابس، واستخلف على الحيرة عياض بن غَنْم، وأخذ طريق القعقاع وأبي ليلى إلى الخنَافس حتى قدم عليهما بالعين، فبعث القعقاع إلى حُصَيد، وأمَّره على الناس، وبعث أبا ليلى إلى الخَنافس، وقال: زجّيَاهم ليجتمعوا ومن استثأرهم؛ وإلّا فواقِعاهم. فأبيا إلّا المُقام.

خبر حُصَيد

فلمّا رأى القعقاع: أنّ زرمهر وروزبه لا يتحرّكان سار نحو حُصيد، وعلَى من


= كان من بين السبي ابنة الجودي، أما زيادات (شعيب عن سيف) المنكرة فلم نجدها عند غيره.
ورحم الله أئمة الجرح والتعديل الذين كشفوا زيف الرواة الحاقدين على السلف، فلم يدعوا لأحدٍ عذرًا بالتثبت بمتون فيها تهجم على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويبدو أن جهاد خالد وجرأته وشجاعته وبسالته وتفانيه في معارك الفتوح وإلحاقه الهزائم المنكرة بأعداء الله آلمت أهل البدع ممن يبغضون أئمة السلف وفي مقدمتهم الصحابة، فأرادوا أن يشوّهوا صورتهم وأنّى لهؤلاء التناوش من بعيد، وقد قيّض الله لعلم الرواية جهابذة كشفوا عوار المبتدعة المفترين.

<<  <  ج: ص:  >  >>