للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربيعة، ووديعة الكلبيّ، وابن رُومانس الكلبيّ، وابن الأيهم، وابن الحدْرجان، فجعل خالد دُومة بين عسكره وعسكر عياض. وكان النَّصارى الذين أمدُّوا أهل دُومة من العرب محيطين بحصن دُومة، لم يحمِلْهم الحصن، فلما اطمأنّ خالد؛ خرج الجوديّ، فنهض بوديعة، فزحفا لخالد، وخرج ابن الحدرجان وابن الاْيْهم إلى عياض؛ فاقتتلوا، فهزم الله الجوديَّ، ووديعة على يديْ خالد، وهزم عياض مَن يليه، وركبهم المسلمون؛ فأمّا خالد فإنه أخذ الجوديّ أخذًا، وأخذ الأقرع بن حابس وديعةً، وأرَزَ بقيَّة النَّاس إلى الحصن؛ فلم يحملهم؛ فلما امتلأ الحِصْن؛ أغلق مَن في الحصن الحصنَ دون أصحابهم، فبقُوا حولَه حُرداءَ؛ وقال عاصم بن عمرو: يا بني تميم! حلفاؤكم كَلْب، آسوهم، وأجيروهم؛ فإنَّكم لا تقدرون لهم على مثْلها، ففعلوا. وكان سبب نجاتِهم يومئذ وصيَّة عاصم بني تميم بهم، وأقبل خالد على الَّذين أرَزوا إلى الحِصْن فقتلهم حتى سدّ بهم بابَ الحِصْن، ودعا خالد بالجوديّ فضَرَب عنقه؛ ودعا بالأسرى فضرب أعناقهم إلّا أسارى كلب، فإن عاصمًا، والأقرع، وبني تميم قالوا: قد آمناهم، فأطلقهم لهم خالد، وقال: ما لي ولكم! أتحفظون أمر الجاهليَّة وتُضيِّعون أمر الإسلام! فقال له عاصم: لا تحسُدهم العافية؛ ولا يُحوّزهم الشيطانُ. ثم أطاف خالد بالباب، فلم يزُل عنه حتى اقتلعه؛ واقتحموا عليهم، فقتلوا المقاتلة، وسبوا الشَّرْخَ؛ فأقاموهم فيمن يزيد؛ فاشترى خالد ابنة الجوديّ وكانت موصوفة، وأقام خالد بدُومة، وردّ الأقرع إلى الأنبار.

ولما رجع خالد إلى الحيرة - وكان منها قريبًا حيث يصبّحها - أخذ القعقاع أهل الحيرة بالتَّقْليس، فخرجوا يتلقَّوْنه؛ وهم يُقلِّسُون؛ وجعل بعضهم يقول لبعض: مُرّوا بنا، فهذا فَرَج الشرّ (١) (٣: ٣٧٨/ ٣٧٩).


(١) إسناده ضعيف، وهو من أشد الروايات ضعفًا (ونفي روايات سيف) لأنها من طريق شعيب عن سيف، والمعروف عن شعيب بتحامله على رجالات السلف الصالح، وروايته هنا لا تخلو من غمز ولمز وطعن في الصحابة وسيرتهم فهو يصور الصحابة وهم يسبون النساء الشابات من بقية النساء ويقيمون لهن سوقًا (ما يسمى اليوم بالمزاد) ويصور كذلك خالدًا رضي الله عنه وجلّ همّه أن يظفر بأجمل امرأة من بين تلك الشابات (بنت الجودي)، وكلّ ذلك تلفيق من شعيب لا أصل له من رواية صحيحة، إنما الرواية المختصرة جدًا التي ذكرناها في قسم الصحيح والتي أخرجها يعقوب بن سفيان تذكر انتصار خالد في هذه المعركة وأنه =

<<  <  ج: ص:  >  >>