للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتسعين، فكانت خلافتُه ثلاثَ سنين إلا أربعة أشهر (١). (٦: ٥٤٦).

[ذكر الخبر عن بعض سيره]

حدّثتُ عن عليّ بن محمد، قال: كان الناسُ يقولون: سليمانُ مفتاحُ الخَير، ذَهَب عنهم الحجاج، فولى سليمانُ، فأطلق الأسارى، وخَلَّى أهلَ السجون، وأحسنَ إلى الناس، واستخلف عمر بن عبد العزيز، فقال ابن بِيض:

حاز الخلافة والداكَ كلاهُمَا ... من بَينِ سُخْطَةِ سَاخِطٍ أو طَائعِ

أبَوَاكَ ثمّ أخُوكَ أَصْبَحَ ثالثًا ... وعلى جَبِينِكَ نورُ مُلكِ الرابعِ

(٥٤٦: ٦).

حدثني عبدُ الله بن أحمد، قال: حدّثني، أبي قال: حدّثني سليمان قال: حدّثني عبد الله بن محمد بن عُيَينة، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد العزيز بن الضحاك بن قيس، قال: شهد سليمانُ بن عبد الملك جَنَازةً بدابِق، فدُفنتْ في حقل، فجعلَ سليمان يأخذ من تلك التربة فيقول: ما أحسنَ هذه التربة! ما أطيَبها! فما أتى عليه جمعةٌ -أو كما قال- حتى دُفن إلى جنب ذلك القبر (٢). (٥٤٩: ٦).


(١) وقال خليفة: حدثني الوليد بن هشام: عن أبيه: عن جده، وعبد الله بن مغيرة: عن أبيه قالا: مات سليمان بدابق يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة ٩٩ هـ وهو ابن ثلاث وأربعين. [تاريخ خليفة (ص ٣٢٢)].
قلنا: وهذان إسنادان يعتضدان ببعضهما، وبذلك تؤيد رواية المؤرخ خليفة (بسنده الموصول) رواية الطبري المسندة عن أبي معشر، والله تعالى أعلم.

(٢) الخليفة سليمان بن عبد الملك (٩٦ - ٩٩ هـ)
قال الحافظ السيوطي في ترجمته: وكان فصيحًا مفوّهًا مؤثرًا للعدل محبًا للغزو، ومولده سنة ستين، ومن محاسنه أن عمر بن عبد العزيز كان له كالوزير فكان يمتثل أوامره في الخير فعزل عمال الحجاج، وأخرج من كان في سجن العراق وأحيا الصلاة لأول ميقاتها. [تاريخ الخلفاء (ص ٢٢٦)].
وقال محمد بن سيرين: يرحم الله سليمان افتتح خلافته بإحياء الصلاة لمواقيتها وإختتمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز. =

<<  <  ج: ص:  >  >>