المسمّيْن فيه، وجميع مَنْ حضر؛ بعد أن قرئ عليه حرفًا حرفًا، فأقرّ بفهمه ومعرفته جميع ما فيه طائعًا غير مكره؛ وذلك يوم الإثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومئتين.
فوقّع المعتز في ذلك:"أقرّ أبو عبد الله بجميع ما في هذا الكتاب، وكتب بخطه".
وكتب الشهود شهاداتهم: شهد الحسن بن محمد، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن جناب، ويحيى بن زكرياء بن أبي يعقوب الأصبهانيّ، وعبد الله بن محمد العامريّ، وأحمد بن الفضل بن يحيى، وحماد بن إسحاق، وعبد الله بن محمد، وإبراهيم بن محمد؛ وذلك يوم الإثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومئتين.
* * *
[قيام الشغب ببغداد ووثوب العامة بسليمان بن عبد الله](١)
وفي سلْخ رَجَب من هذه السنة، كان ببغداد شَغَب ووُثوب العامة بسليمان بن عبد الله بن طاهر.
* ذكر الخبر عن سبب ذلك وإلى ما آل الأمر إليه:
وكان السببُ في ذلك، أنّ الكتاب من محمد بن الواثق ورَد يوم الخميس سلْخ رجب على سليمان ببغداد ببيعة الناس له، وبها أبو أحمد بن المتوكل؛ وكان أخوه المعتزّ سيّره إلى البصرة حين سخط على أخيه من أمه المؤيد؛ فلما وقعت العصبية بالبصرة نقله إلى بغداد؛ فكان مقيمًا بها، فبعث سليمان بن عبد الله بن طاهر وإليه الشرطة يومئذ ببغداد، فأحضره دارَه، وسمع مَنْ ببغداد من الجند والغَوغاء بأمر المعتزّ وابن الواثق، فاجتمعوا إلى باب سليمان، وضجّوا هنالك، ثم انصرفوا على أنه قيل لهم: لم يَرِدْ علينا من الخبر ما نعلم به ما عمل به القوم، فغَدوْا يوم الجمعة على ذلك من الصياح والقَوْل الذي كان قيل لهم يوم الخميس، وصلى الناس في المسجديْن، ودُعِيَ فيهما للمعتزّ، فلما