للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدّثني أحمد بن ثابت، قال: حدِّثت عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر، قال: حجّ بالناس في سنة إحدى وستين الوليدُ بن عُتبة، وهذا مما لا اختلاف فيه بين أهل السير.

وكان الوالي في هذه السنة على الكوفة والبَصرة عُبيد الله بن زياد، وعلي قضاء الكوفة شُريح، وعلى قضاء البَصرة هشام بن هُبيرة، وعلى خُراسان سَلْم بن زياد (١). [٥: ٤٧٧].

[عبد الله بن الزبير يتثاقل عن طاعة يزيد]

حدَّثنا نوح بن حبيب القومِسيّ، قال: حدَّثنا هشام بن يوسف.

وحدّثنا عبيد الله بن عبد الكريم، قال: حدَّثنا عبد الله بن جعفر المَدينيّ قال: حدَّثنا هشام بن يوسف -واللفظ لحديث عبيد الله- قال: أخبرني عبد الله بن مصعب، قال: أخبَرَني موسى بن عُقبْة، عن ابن شهاب، قال: أخبَرَني عبد العزيز بن مروان، قال: لما بعث يزيد بن معاوية بن عِضاه الأشعريّ ومسْعدَةَ وأصحابهما إلى عبد الله بن الزبير بمكة ليُؤْتَى به في جامعة لتبَرّ يمين يزيد، بعث معهم بجامعة من ورق وبُرنُس خَزّ، فأرسلني أبي وأخي معهم وقال: إذا بَلَّغتْه رُسلُ يزيد الرسالة فتعرَّضا له، ثم ليتمثّلْ أحدُكما:

فخُذها فليست للعزيز بخُطَّةٍ ... وفيها مقالٌ لامرئٍ متذلِّلِ

أَعامِرَ إنّ القومَ سامُوك خُطَّةً ... وذلك في الجيران غَزْل بمِغزل

أراكَ إذا ما كنتَ للقوم ناصِحًا ... يقالُ له بالدَّلو أَدْبرْ وأَقبل

قال: فلما بلغته الرسلُ تعرّضنا، فقال لي أخي: اكفِنيها، فسَمِعَني، فقال: أي ابني مروان، قد سمعتُ ما قلتما، وعلمتُ ما ستقولانه، فأخبِرا أباكما:

إنِّي لَمِنْ نَبْعةٍ صُمٍّ مكاسِرُها ... إذا تَناوَحَتِ القَصْباءُ والعُشَرُ

فلا أَلينُ لغير الحقّ أسأَلهُ ... حتى يلين لِضِرس الماضِغ الحَجَرُ


(١) قلنا: وقال خليفة: على البصرة عبد الرحمن بن أذينة العبدي حتى وقعت الفتنة، وشريح على الكوفة، وعلى المدينة عبد الله بن عثمان البتي. [القضاء في خلافة يزيد / تاريخ خليفة (ص ٢٥١)].

<<  <  ج: ص:  >  >>