للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَكَر، وإذا ابتُلي؛ صَبَر، وإذا غَضِب؛ كَظَم، وإذا قدَر؛ غَفر، وإذا أساء؛ استغفر، وإذا وَعَد؛ أنجَز (١). (٥: ٣٣٦).

حدّثني أحمد عن عليّ، عن محمد بن عامر، قال: لامَ معاوية عبدَ الله بن جعفر على الغناء، فدخل يومًا على معاوية ومعه بُدَيْحٌ، ومعاوية واضع رِجلًا على رِجل، فقال عبد الله لبُديح: إيهًا يا بديح! فتغنّى، فحرّك معاوية رِجلَه، فقال عبدُ الله: مهْ يا أميرَ المؤمنين! فقال معاوية: إن الكريم طَروب.

قال: وقَدِم عبدُ الله بن جعفر على معاوية ومعه سائبُ خاثر -وكان مولًى لبني لَيث، وكان فاجرًا- فقال له: ارفع حوائجكَ؛ ففعل، ورفَع فيها حاجة سائب خاثر؛ فقال معاوية: مَن هذا؟ فخَبَّره؛ فقال: أدخِله، فلمّا قام على باب المجلسَ غنَّى:

لِمَن الديارُ رُسُومُها قَفْرُ ... لَعِبَتْ بها الأرواحُ والقَطْرُ!

وخَلَا لَهَا من بعد ساكِنِها ... حِجَجٌ خَلوْنَ ثَمان أَو عَشْرُ

والزّعفران على تَرائِبها ... شَرِقًا به اللَّبّاتُ والنَّحرُ

فقال أحسنتَ، وقضى حوائجَه (٢). (٥: ٣٣٦/ ٣٣٧).

حدّثني عبد اللهِ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني سليمان، قال: حدّثني عبد الله عن سُفيان بن عيينة، عن مجالد، عن الشعبيّ، عن قبيصة بن جابر الأسديّ، قال: ألَا أخبركم مَن صحبتُ؟ صحبتُ عمر بنَ الخطاب فما رأيت رجلًا أفقَه فِقْهًا، ولا أحسنَ مُدارَسة منه؛ ثم صحبتُ طلحةَ بنَ عبيد الله، فما رأيت رجلًا أعطَى للجزيل من غير مسألة منه؛ ثم صحبتُ معاويةَ فما رأيت رجلًا أحبَّ رفيقًا، ولا أشبَهَ سريرةً بعلانية منه، ولو أنّ المغيرة جُعِل في مدينة لا يُخرَج من أبوابها كلِّها إلّا بالغدر؛ لخرجَ منها (٣). (٥: ٣٣٧).

[خلافة يزيد بن معاوية]

وقال هشام بن محمد، عن أبي مخنَف؛ وليَ يزيد في هلال رجب سنة


(١) إسناده معضل.
(٢) إسناده معضل.
(٣) في إسناده مجالد ليس بالقوي وتغير بآخره.

<<  <  ج: ص:  >  >>