للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= سلّ سيفه وأجبر الزبير، وطلحة على البيعة.
وأخرج الحاكم في المستدرك (٣/ ١١٤) عن الأسود بن يزيد النخعي قال: لما بويع علي بن أبي طالب رضي الله عنه على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال خزيمة بن ثابت وهو واقف بين يدي علي على المنبر:
إذا نحن بابعنا عليًّا فحسبنا ... أبو الحسن فما نخاف من الفتن
وجدناه أولى الناس بالناس إنه ... أطب قريش بالكتاب وبالسنن

كلمة أخيرة في بيعة طلحة والزبير هل كانت كرهًا أم لا
لقد ذكرنا أدلة صحيحة فيما سبق: أن بيعة الزبير وطلحة لسيدنا علي ثابتة وهنالك روايات تشير إلى أنهما بايعا تحت الإكراه وبحثنا عنها فما وجدنا فيها رواية صحيحة السند يحتج بها، ولقد اجتهد كثيرون من الأخوة الأفاضل المعاصرين في تفنيد هذه الأقوال ومنهم محمد أمخزون في كتابه (تحقيق مواقف الصحابة) وكذلك حسن بن فرحان المالكي في رسالته الممتازة (بيعة علي رضي الله عنه في ضوء الروايات الصحيحة) ودراسة المالكي شيقة وعلمية وجديرة بالدراسة والتمعن، وكذلك ما كتبه د. أمخزون، ولا نريد أن نطيل هنا أكثر مما ذكرنا، فمن أراد المزيد فليراجع ما كتباه في هذا الموضوع فقد اتفقا في نتيجة بحثهما القيّم على أمر طيب، فجزاهما الله خيرًا.
وأما كلمتنا الأخيرة (المحققان) فنقول وبالله التوفيق:
الذي ترجح لدينا أن الزبير وطلحة رضي الله عنهما كانا يرغبان الناس في بيعة علي، وذلك واضح من رواية الأحنف بن قيس، وأنهما بايعا أول الناس طائعين راغبين.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في صنفه (١٥/ ٢٦٠): حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبي يقول: بلغ علي بن أبي طالب أن طلحة يقول: إنما بايعت واللج على قفاي فأرسل ابن عباس فسألهم قال: فقال أسامة: (أما واللج على قفاه فلا ولكن بايع وهو كاره) وإسناده صحيح والفرق واضح بين الكاره والمكره وأخذًا بالاعتبار قول أسامة (ولكن بايع وهو كاره) نقول:
إن كان هناك احتمال آخر فهو أنهما كانا كارهين لحظة البيعة لأنهما كانا يريان ضرورة الحسم في مسألة قتلة عثمان والقصاص منهم قبل إجراء البيعة، وإلا فإنهما لم يختلفا في أولوية علي رضي الله عنه وأحقيته بالخلافة، ولو كانت كراهيتهما من أجل عدم قناعتهما بأحقية علي؛ لقالا له عندما سألهما بعد ذلك: ألم تبايعاني؟ فكان عليهما أن يقولا: نعم بايعناك ولكن كارهين غير مقتنعين بخلافتك، ولكنهما أجابا بأنهما يطلبان دم عثمان ليس إلا، أي: أنهما كانا يريان ذلك أشد ضرورة، ونحن لا نشك أن أمر الخلاقة أولى وأن عليًّا كان مع الأصوب والأولى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>