للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصر من الأموال، وما كان لأبيه هناك من الأثاث وغير ذلك، ثم مضى إلى بَرْقة، فوجّه إليه أحمد جيشًا، فظفروا به وردّوه إلى أبيه أحمد، فحبسه عنده، وقُتِل لسبب ما كان منه جماعةٌ كانوا شايعوا ابنَه على ذلك.

وفيها دخل الزَّنج النّعمانيّة، فأحرقوا سوقَها، وأكثر منازل أهلها، وسَبوا، وصاروا إلى جَرْجَرَايا، ودخل أهلُ السواد بغداد (١).

وفيها ولَّى أبو أحمد عمرَو بن الليث خُراسان وفارس وأصبهان وسجْستان وكَرْمان والسند، وأشهد له بذلك، ووجّه بكتابه إليه بتوليته ذلك مع أحمد بن أبي الأصبغ، ووجّه إليه مع ذلك العهد والعقد والخلع (٢).

وفي ذي الحجة منها صار مسرور البلخي إلى النيل، فتنحّى عنها عبد الله بن ليْثويه في أصحاب أخيه، وقد أظهر الخلاف على السلطان، فصار ومَنْ معه إلى أحمد أباذ، فتبعهم مسرور البلخيّ يريد محاربتهم؛ فبدر عبد الله بن ليثويْه ومَنْ كان معه، فترجّلوا لمسرور وانقادوا له بالسمع والطاعة، وعبد الله بن ليثويْه نزع سيفه ومنطقته فعلقهما في عُنُقه، يعتذر إليه، ويحلف أنه حمل على ما فعل، فقبل منه، وأمر فخلع عليه وعلى عدّة من القوّاد معه.

* * *

[[ذكر خبر شخوص تكين البخاري إلى الأهواز]]

وفيها شخص تكين البخاريُّ إلى الأهواز مقدمة لمسرور البلخيّ (٣).

* ذكر الخبر عمّا كان من أمر تكين بالأهواز حين صار إليها:

ذكر محمد بن الحسن أنّ تكين البخاري ولّاه مسرور البلخيّ كور الأهواز حين ولَّاه أبو أحمد عليها، فتوجّه تكين إليها، فوافاها وقد صار إليها عليّ بن أبان المهلبيّ، فقصد تُسْتَر، فأحاط بها في جَمْع كثير من أصحابه الزَّنج وغيرِهم؛ فراع ذلك أهلَها، وكادوا أن يُسلموها، فوافاها تكين في تلك الحال، فلم يضع


(١) انظر المنتظم (١٢/ ١٩٧).
(٢) المصدر السابق نفسه.
(٣) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>