لها؛ يُخْلَفُ له. وكتب عمر إلى عُتبة: أن أعزب الناس عن الظلم، واتّقوا، واحذروا أن يُدالَ عليكم لغدرٍ يكون منكم، أو بغي، فإنكم إنّما أدركتم بالله ما أدركتم على عهد عاهدكم عليه، وقد تقدّم إليكم فيما أخذ عليكم، فأوفُوا بعهد الله، وقوموا على أمره؛ يكن لكم عونًا، وناصرًا.
وبلغ عمرَ: أنّ حُرقوصًا نزل جبل الأهواز، والناس يختلفون إليه، والجبل كنود يشقّ على مَن رامه، فكتب إليه: بلغني: أنك نزلت منزلًا كنودًا لا تؤتى فيه إلّا على مشقّة، فأسهل ولا تشقّ على مسلم ولا معاهد، وقم في أمرك على رجْل تدرك الآخرة وتصفُ لك الدنيا، ولا تدركنّك فترة ولا عجلة، فتكدر دنياك، وتذهب آخرتك.
ثمّ إن حرقوصًا تحررّ يوم صفِّين وبقي على ذلك، وشهد النِّهروان مع الحَرُوريّة (١). (٤: ٧٧/ ٧٨).
غزو المسلمين فارس من قبَل البحرين
وفي هذه السنة -أعني: سنة سبع عشرة- غزا المسلمون أرضَ فارس من قِبَل البحرين فيما زعم سيف ورواه.
ذكر الخبر بذلك:
٥١٦ - كتب إليّ السريّ، يقول: حدّثنا شعيب، قال: حدّثنا سيف، عن محمد، والمهلّب، وعمرو، قالوا: كان المسلمون بالبصرة وأرضها -وأرضها يومئذ سوادها، والأهواز على ما هم عليه إلى ذلك اليوم، ما غلبوا عليه منها ففي أيديهم، وما صولحوا عليه منها ففي أيدي أهله، يؤدّون الخراج، ولا يدخل عليهم، ولهم الذّمة والمنَعة -وعميد الصلح الهُرمزان، وقد قال عمر: حسبُنا لأهل البصرة سوادهم، والأهواز، وددْت: أنّ بيننا وبين فارس جبلًا من نار لا يصلون إلينا منه ولا نصل إليهم، كما قال لأهل الكوفة: وددت أنّ بينهم وبين الجبل حبلًا مَن نار لا يصلون إلينا منه، ولا نصل إليهم.