للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولجأ أستاذسيس إلى جبل في عِدّة من أصحابه يسيرة، فقدّم خازم الأربعة عشر ألف أسير؛ فضرب أعناقَهم، وسار حتى نزل بأستاذسيس في الجَبَل الذي كان لجأ إليه، ووافى خازمًا بذلك المكان أبو عون وعمرو بن سلم بن قتيبة في أصحابهما؛ فأنزلهم خازم ناحيةً، وقال: كونوا مكانكم حتى نحتاج إليكم. فحصر خازِم أستاذسيس وأصحابَه حتى نزلوا على حكم أبي عَوْن، ولم يرضوْا إلا بذلك، فرضي بذلك خازم، فأمر أبا عون بإعطائهم أن ينزلوا على حكمه، ففعل؛ فلما نزلوا على حكم أبي عون حكم فيهم أن يُوثَق أستاذسيس وبنوه وأهل بيته بالحديد، وأن يُعتق الباقون وهم ثلاثون ألفًا، فأنفذ ذلك خازم من حُكْم أبي عون، وكسا كلّ رجل منهم ثوبين (١).

* * *

[ثم دخلت سنة إحدى وخمسين ومائة ذكر الخبر عن الأحداث التي كانت فيها]

ذكر الخبر عن سبب عزل المنصور عمر بن حفص عن السِّنْد وتوليته إياه إفريقيّة واستعماله على السِّنْد هشام بن عمرو (٢)

وكان سبب ذلك - فيما ذكر عليّ بن محمد بن سليمان بن عليّ العباسيّ عن أبيه - أنّ المنصور ولّى عمر بن حفص الصُّفْرِيّ الذي يقال له هزارمَرْد السِّند - فأقام بها حتى خرج محمد بن عبد الله بالمدينة وإبراهيم بالبصرة، فوجّه محمد بن عبد الله [إليه] ابنَه عبد الله بن محمد الذي يقال له الأشتر. في نفر من الزيديّة إلى البصرة، وأمرهم أن يشتروا مهارة - خيل عِتاق بها - ويمضوا بها معهم إلى السِّند، ليكون سببًا له إلى الوصول إلى عمر بن حفص؛ وإنما فعل ذلك به لأنَّه كان فيمن بايعه من قوّاد أبي جعفر، وكان له ميْل إلى آل أبي طالب، فقدموا البصرة على إبراهيم بن عبد الله، فاشتروا منها مهارةً - وليس في بلاد السِّند


(١) الكامل (٥/ ٥٩١) لابن الأثير.
(٢) انظر: الكامل (٥/ ٥٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>