للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذُكر أنّ السبب في ذلك كان أنّ الأتراك طلبوا أرزاقَهم، وأنهم جعلوا ذلك سببًا لما كان من أمرهم، وأنّ الرسلَ لم تزل تختلف بينهم وبين هؤلاء الكتّاب؛ إلى أن قال أبو نوح لصالح بن وصيف: هذا تدبيرك على الخليفة، فغُشِيَ على صالح حينئذ مما داخله من الحرَد والغَيْظ حتى رشُّوا على وجهه الماء، فلمّا أفاق جرى بين يدي المعتزّ كلام كثير، ثم خرجوا إلى الصلاة، وخلا صالح بالمعتزّ، ثم دُعِيَ بالقوم فلم يلبثوا إلا قليلًا، حتى أخرِجوا إلى قُبّة في الصحن؛ ثم دُعِي بأبي نوح وابن مخلد فأخذت سيوفُهما وقلانسهما ومُزِّقت ثيابهما، ولحقهما ابن إسرائيل فألقى نفسه عليهما؛ فثُلّث به؛ ثم أخرجوا إلى الدهليز وحُمِلوا على الدواب والبغال، وارتدف خلف كلّ واحد منهم تركيّ، وبعث بهم إلى دار صالح على طريق الحيْر، وانصرف صالح بعد ساعة، وتفرّق الأتراك، فانصرفوا، فلما كان بعد ذلك بأيام جُعل في رجْل كلّ واحد منهم ثلاثون رطلًا، وفي عنق كل واحد منهم عشرون رطلًا من حديد، وطولبوا بالأموال، فلم يُجب واحد منهم إلى شيء، ولم ينقطع أمرُهم إلى أن دخل رجب؛ فوُجّهوا في قبض ضياعهم ودورهم وضياع أسبابهم وأموالهم، وسُمّوا الكتّاب الخونة، فقدم جعفر بن محمود يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة فوليَ الأمر والنهي.

* * *

ولليلتين خَلَتَا من رجب ظهر بالكوفة عيسى بن جعفر وعليّ بن زيد الحسنيّان، فقتلا بها عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى (١).

* * *

[ذكر الخبر عن خلع المعتزّ ثم موته] (٢)

ولثلاث بقين من رجب منها خُلع المعتزّ، ولليلتين خلتا من شعبان أظهِر


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٧٩).
(٢) المصدر السابق (١٢/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>