للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن عبد الحميد الحميديّ والقاسم بن موسى بن فوعُوس إلى حمص، وأن يضربهما ضرب التلف، ويصلبَهما على باب حمْص، فردّهما وضربهما بالسياط حتى ماتا. وصلبهما على باب حمص، وقدم بالآخرين سامراء وهم ثمانية؛ فلما صاروا بنصيبين مات واحد منهم، فأخذ المتوكل بهم رأسه، وقدم بسبعة منهم سامراء وبرأس الميت. ثم كتب محمد بن عبدويه أنه أخذ عشرة نفر منهم بعد ذلك، وضرب منهم خمسة نفر بالسياط فماتوا، ثم ضرب خمسة فلم يموتوا. ثم كتب محمد ابن عبدويه بعد ذلك أنه ظفر برجل منهم من المخالفين يقال له عبد الملك بن إسحاق ابن عمارة - وكان فيما ذكر - رأسًا من رؤوس الفتنة؛ فضربه بباب حِمْص بالسياط حتى مات، وصلبه على حصن يعرف بتلّ العباس.

* * *

قال أبو حعفر؛ وفي هذه السنة مُطر الناس - فيما ذكر - بسامراء مطرًا جوْدًا في آب. وفيها ولى القضاء بالشرقيّة في المحرّم أبو حسان الزياديّ (١).

* * *

[ذكر الخبر عن ضرب عيسى بن جعفر وما آل إليه أمره] (٢)

وفيها ضرب عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم صاحب خان عاصم ببغداد - فيما قيل - ألف سوط.

* ذكر الخبر عن سبب ضربه وما كان من أمره في ذلك:

وكان السبب في ذلك أنه شُهد عند أبي حسان الزياديّ قاضي الشرقية عليه أنه


(١) ذكر القاضي وكيع أن أبا حسان الزيادي ولي قضاء الشرقية بعد محمد بن عبد الله المؤذن الذي تولى القضاء بعد وفاة حيان بن بشر سنة ٢٣٨ هـ[أخبار القضاة/ ٦٧٦].
(٢) وأخرج ابن الجوزي عن ابن أبي الدنيا قال كنت في الجسر واقفًا وقد أحضر أبو حسان الزيادي القاضي وقَدْ وَجَّهَ إليه المتوكل من سامراء بسياط جدد وأمره أن يضرب عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم لأنه شهد عليه أهل الثقات أنه شتم أبا بكرٍ وعمر وقذف عائشة فلم ينكر ولم يتب [المنتظم ١١/ ٢٨٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>