[(مقدمة في منهج تحقيقنا لتأريخ الطبري فيما يتعلق بعهد الخلفاء الراشدين)]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن تأريخ الإمام الطبري فيما يتعلق بالخلفاء الراشدين من أوسع المصادر التأريخية المتقدمة وأكثرها اعتناءً بالإسناد إلا أن الطبري رحمه الله اعتمد [في تأريخ حروب الردة وفتوح الشام والعراق ومجريات الأحداث في هذا العهد على مرويات سيف بن عمر التيمي وبكثرة، وكذلك اعتمد مرويات أبي مخنف، ومعلوم أن أئمة الجرح والتعديل أجمعوا على تضعيف أبي مخنف فقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة ويروي بالموضوعات عن الثقات (لسان الميزان ٤/ ٣٦٦).
وقال ابن عدي: حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ولا يبعد منه أن يتناولهم وهو شيعي محترف صاحب أخبارهم (الكامل ٦/ ٢١١٠).
وقال ابن معين: ليس بشيء (تأريخ ابن معين ٢/ ٥٠٠) وعقب ابن عدي قائلًا: (وهذا الذي قاله ابن معين يوافقه عليه الأئمة)(الكامل الموضع السابق).
وقال أبو حاتم: متروك الحديث (الجرح والتعديل ٧/ ١٨٢). ورأي ابن حجر فيه هو ما ذكره في لسان الميزان (٤/ ٤٩٢) لوط بن حييى - أبو مخنف - أخباري تالف لا يوثق به. تركه أبو حاتم وغيره. اهـ.
قلنا: ولذلك وضعنا معظم روايات أبي مخنف في قسم الضعيف، وبيّنا ما في متونها من نكارة، ولم نجد له إلا روايات قليلة جدًّا توافق ما رواه الثقات. ولم