نُطِل كثيرًا في نقد رواياته فقد كفانا الأستاذ يحيى اليحى ذلك في كتابه القيم (مرويات أبي مخنف في تأريخ الطبري - عصر الخلافة الراشدة - دراسة نقدية).
أما بالنسبة لروايات سيف بن عمر التميمي وهي الأكثر ورودًا في عهد أبي بكر الصديق عند الطبري؛ فقد وضعنا منهجًا نرجوا أن قد التزمنا به في تحقيقنا هذا. وقبل ذكر شروطنا في التفاصيل مع مرويات سيف لا بد أن نذكر أقوال العلماء فيه ولو باختصار. أما بالنسبة للحديث؛ فهو ضعيف عند جمهور النقاد.
قال الدارقطني: ضعيف (التهذيب ٤/ ٢٩٦).
وقال النسائي: ضعيف (الضعفاء والمتروكين / ٥١).
وقال العقيلي: ولا يتابع عليه، ولا على كثير من حديثه (الضعفاء الكبير ٢/ ١٧٥).
وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة، وكان يضع الحديث (المجروحين ١/ ٣٤٥). قلنا: وهذا زيادة في الجرح في ابن حبان وهو معروف بتساهله في التوثيق وتشدده في الجرح ولذلك قال الحافظ في التقريب (١/ ٢٦٢): أفحش ابن حبان القول فيه.
أما بالنسبة للروايات التأريخية؛ فقد قال ابن حجر في التقريب:(عمدة في التأريخ). وقال الذهبي: كان أخباريًا عارفًا (الميزان ٢/ ٢٥٥). ولذلك قال عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى (قسم التأريخ الإسلامي) د. خالد الغيب: ينقسم الحديث عن درجة سيف العلمية إلى قسمين:
الأول: يتعلق بسيف المحدث.
والثاني: يتعلق بسيف الأخباري (استشهاد عثمان وموقعة الجمل في مرويات سيف بن عمر في تاريخ الطبري - دراسة نقدية ٢٨). ويرى المؤرخ الإسلامي المعاصر الأستاذ العمري: أن سيفًا هذا ضعيف جدًّا في التأريخ.
قلنا: من أجل ما سبق وضعنا بعضًا من روايات سيف في قسم الصحيح بالشروط التالية:
١ - بعد أن وجدنا لهما أصلًا صحيحًا ابتداءً بالبخاري ومرورًا ببقية كتب الحديث - وانتهاءً بالمصادر التأريخية الموثوقة.