للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقبلت العامة من نواحي الجبل وفارس والأهواز وغيرها لغزو الروم؛ فلم يبلغنا أنه كان للسلطان فيما كان من الروم إلى المسلمين من ذلك تغيير، ولا توجيه جيش إليهم لحربهم في تلك الأيام.

ولتسع بقين من شهر ربيع الأول، وثب نفر من النَّاس لا يُدْرَى مَنْ هم يوم الجمعة بسامُرّا، ففتحوا السجن بها، وأخرجوا مَنْ فيه، فوجّه في طلب النَّفر الذين فعلوا ذلك زُرافة في جماعة من الموالي، فوثبت بهم العامّة فهزموهم، ثم ركب في ذلك أوتامش ووصيف وبُغا وعامة الأتراك، فقتلوا من العامة جماعة، وألْقِيَ على وصيف - فيما ذكر لي - قدر مطبوخ، ويقال: بل رماه قوم من العامة عند السريجة بحجر؛ فأمر وصيف النفاطين، فقذفوا ما هنالك من حوانيت التجار ومنازل الناس بالنار، فأنا رأيت ذلك الموضع محترقًا؛ وذلك بسامرّا عند دار إسحاق.

وذُكر أن المغاربة انتهبتْ منازل جماعة من العامة في ذلك اليوم، ثم سكن الأمر في آخر ذلك اليوم، وعُزل بسبب ما كان من العامة والنفر الذين ذكرت في ذلك اليوم من الحركة أحمد بن جميل عمّا كان إليه من المعونة بسامُرّا، وولي مكانه إبراهيم بن سهل الدرّاج (١).

* * *

[[ذكر خبر قتل أوتامش وكاتبه]]

وفي هذه السنة قُتِل أوتامش وكاتبه شجاع بن القاسم؛ وذلك يوم السبت لأربع عشرة خلوْن من شهر ربيع الآخر منها (٢).

* ذكر الخبر عن سبب مقتله:

ذُكر أن المستعين لما أفضت إليه الخلافة، أطلق يد أوتامش وشاهَك الخادم في بيوت الأموال، وأباحهما فِعْل ما أرادا فعله فيها، وفعل ذلك أيضًا بأمّ نفسه، فلم يمنعها من شيء تريده؛ وكان كاتبها سلمة بن سعيد النصرانيّ،


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٢٠).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>