للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد بيسان؛ وتحصّنُوا بكلّ مكان، فسار شُرَحبيل بالنَّاس إلى أهلِ بَيسان، فحصروهم أيامًا، ثم إنَّهم خرجُوا عليهم فقاتلوهم، فأناموا مَن خرج إليهم، وصالحوا بقيَّة أهلها، فقبِل ذلك على صلْح دمشق. (٣: ٤٤٣).

طبَريَّة

٩٣ / ب- وبلغ أهلَ طَبرِيَّة الخبر، فصالحوا أبا الأعور، على أن يبلغهم شُرَحبيل، ففعل؛ فصالحوهم وأهل بَيسان على صلح دمشق؛ على أن يشاطروا المسلمين المنازلَ في المدائن، وما أحاط بها ممَّا يصلُها، فيدَعون لهم نصفًا، ويجتمعون في النِّصف الآخر، وعن كلّ رأس دينار كلَّ سنة، وعن كلّ جريب أرض جَريب بُرّ أو شعير؛ أيّ ذلك حُرِث، وأشياء في ذلك صالحوها عليه، ونزلت القوّاد وخيولُهم فيها، وتمّ صلح الأردنّ، وتفرّقت الأمداد في مدائن الأردنّ وقراها، وكُتب إلى عمر بالفتح (١). (٣: ٤٤٤).


(١) واضح من خلال سرد الطبري لخبر بيسان وطبرية أنه تكملة لرواية سيف (٣/ ٤٤٢ / ٣٠٤) ولم نجد عند غيره (أي: سيف) هذه التفاصيل إلّا أن لأصل الخبر شاهدًا (ويعني فتح بقية الأردن عنوة خلا طبرية) فقد:
١ - أخرج ابن عساكر عن خليفة قال: وحدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه، وذلك بأمر أبي عبيدة (تأريخ مدينة دمشق لابن عساكر / المجلد ٥٣ / ص ٣٣٦).
٢ - في تأريخ خليفة: حدثنا عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: صالحهم أبو عبيدة على أنصاف كنائسهم ومنازلهم وعلى رؤوسهم على ألا يمنعوا من أعيادهم ولا يهدم شيء من كنائسهم، صالح على ذلك أهل المدينة وأخذ سائر الأرض عنوة. (تأريخ خليفة / ١٢٦).
٣ - وأخرج البلاذري قال: وحدثني أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن عدة، منهم: أبو بشر مؤذن مسجد دمشق: أن المسلمين لما قدموا الشام. . . الخبر وفيه: ثم ولي أبو عبيدة بن الجراح أمر الشام كلّه وأمّره الأمراء في الحرب والسلم من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك أنه لما استخلف كتب إلى خالد بن الوليد بعزله وولى أبا عبيدة، ففتح شرحبيل بن حسنة طبرية صلحًا بعد حصار أيّام على أن أمن أهلها على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكنائسهم ومنازلهم إلّا ما جلوا عنه وخلّوه، واستثنى لمسجد المسلمين موضعًا، ثم إنهم نقضوا في خلافة عمر، واجتمع إليهم قوم من الروم وغيرهم، فأمر أبو عبيدة عمرو بن العاص، بغزوهم فسار إليهم في أربعة آلاف فافتتحها على مثل صلح شرحبيل ويقال: بل فتحها شرحبيل ثانية، وفتح شرحبيل جميع مدن الأردن وحصونها =

<<  <  ج: ص:  >  >>