للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمد بن عبد العزيز، وغيرهما فاجتمعوا عنده، فقال أنشدكم الله وهذه البلية التي وقعت فوالله لئن تمت علينا عند أمير المؤمنين بعد الفعلة الأولى؛ إنه لاصطلام البلد وأهله، والعبيد في السوق بأجمعهم فأنشدكم الله إلا ذهبتم إليهم فكلمتموهم! فكلموهم فقالوا مرحبًا بكم يا موالينا والله ما قمنا إلا أنفة لكم مما عمل بكم فأيدينا مع أيديكم وأمرنا إليكم، فأقبلوا بهم إلى المسجد (١).

[[ذكر الخبر عن بناء مدينة بغداد]]

وفي هذه السنة أسست مدينة بغداد وهي التي تدعى مدينة المنصور ذكر الخبر عن سبب بناء أبي جعفر إياها (١).

وذكر عن السري عن سليمان بن مجالد أن المنصور وجّه في حشر الصناع والفعلة من الشأم والموصل والجبل والكوفة وواسط والبصرة فأحضروا وأمر باختيار قومٍ من ذوي الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة فكان ممن أحضر لذلك: الحجاج بن أرطأة وأبو حنيفة النعمان بن ثابت وأمر بخط


(١) غفر الله للإمام الطبري لقد سبق وأن ذكر تفاصيل لا قيمة لها عن خروج ذي النفس الزكية رحمه الله استغرقت صفحات طويلة ويا ليتها كانت من طرق هي من مظان الحسن على أقل تقدير ولكنها من طرق واهية جدًّا، بينما لم يول مسألة بناء بغداد بلد العلماء والحكماء ودار الخلافة -وهو عمل حضاري- اهتمامًا ذي بال بل خصص لها صفحات قليلة جدًّا بالنسبة لما سبقه من خبر الخروج وحتى هذه الصفحات سوّدها بأخبار منكرة نكارة شديدة حول استخدام أبواب سليمان وسؤال المنجمين وما إلى ذلك من الأخبار الموضوعة والملفقة جمعها الطبري وأودعها تأريخه ووقف أمامها بأعصاب باردة والعجيب أن خليفة والبسوي كذلك لم يكونا بأحسن حالًا من الطبري في خبر بناء بغداد فبينما أغفل خليفة هذه المسألة ذكره البسوي بعبارة موجزة لا تتجاوز سطرًا واحدًا، وقال الخطيب البغدادي عن محمد بن موسى الخوارزمي الحاسب: إن أبا جعفر تحول من الهاشمية إلى بغداد وأمر ببنائها ثم رجع إلى الكوفة، وذلك بعد مئة سنة وأربع وأربعين سنة وأربعة أشهر وخمسة أيام من الهجرة [تأريخ بغداد / ١/ ٦٧] وانظر تعليقنا (٨٩) وما بعده من الخلاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>