والقَدْر، قال: فأعرض عني، وقال: أبيتَ إلا العصبيَة! ثم أعاد عبد العزيز بن إبراهيم بعد ذلك ليضربه، فقال: يا أميرَ المؤمنين، اللهَ الله فينا! فوالله إني لمكِبّ على وجهي منذ أربعين ليلة، ما صلّيتُ لله صلاة! قال: أنتم صنعتم ذلك بأنفسكم، قال: فأين العفو يا أمير المؤمنين؟ قال: فالعفو والله إذًا، ثم خلَّى سبيله.
حدّثني الحارث، قال: حدّثنا ابنُ سعد، عن محمد بن عمر، قال: كثروا محمدًا وألحّوا في القتال حتى قتِل محمد في النصف من شهر رمضان سنة خمسة وأربعين ومئة، وحمِل رأسه إلى عيسى بن موسى، فدعا ابنَ أبي الكرام، فأراه إياه، فعرفه فسجد عيسى بن موسى، ودخل المدينة، وآمن الناسَ كلهم، وكان مكث محمد بن عبد الله من حين ظهر إلى أن قتل شهرين وسبعة عشر يومًا. [٧/ ٦٠٥ - ٦٠٩].
* * *
ذكر الخبر عن وثوب السودان بالمدينة في هذه السنة والسبب الذي هيّج ذلك
ذكر عمر بن شبة أنّ محمد بن يحيى حدثه، قال: حدّثني الحارث بن إسحاق، قال: كان رياح بن عثمان استعمل أبا بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة على صَدَقة أسد وطيّئ فلما خرج محمد أقبل إليه أبو بكر بما كان جبا وشمّر معه، فلما استخلف عيسى كثير بن حصين على المدينة أخذ أبا بكر، فضربه سبعين سوطًا وحدّده وحبسه، ثم قدِم عبد الله بن الرّبيع واليًا من قِبَل أبي جعفر يوم السبت لخمس بقين من شوّال سنة خمس وأربعين ومئة، فنازع جنده التجار في بعض ما يشترونه منهم، فخرجت طائفة من التجار حتى جاؤوا دار مَرْوان، وفيها ابنُ الربيع، فشكوْا ذلك إليه، فنهرهم وشتمهم، وطمع فيهم الجند، فتزايدوا في سوء الرأي.
قال: وحدثني عمر بن راشد، قال: انتهب الجند شيئًا من متاع السوق، وغدوْا على رجل من الصّرّافين يدعى عثمان بن زيد، فغالبوه على كيسه؛ فاستغاث، فخلّص مالَه منهم، فاجتمع رؤساء أهل المدينة فشكوْا ذلك إلى