للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما هذا إلا أنَّك تمنّين ملك الحجاز محمدًا، فلطمَ وجهَها لطمة اخضرَّت عينها منها؛ فأتِيَ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبها أثرٌ منها، فسألها: ما هو؟ فأخبرته هذا الخبر.

قال ابن إسحاق: وأتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكنانة بن الربيع بن أبي الحُقيق -وكان عنده كنز بني النَّضير- فسأله فجحَد أن يكون يعلم مكانه؛ فأتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - برجل من يهود؛ فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني قد رأيمَا كِنانة يُطِيفُ بهذه الخَرِبَة كلّ غداة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكنانة: أرأيت إن وجدناه عندك، أأقتلك؟ قال: نعم؛ فأمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بالخربة فحُفِرَتْ؛ فأخرج منها بعض كنزهم؛ ثم سأله ما بقي، فأبى أنْ يؤديَه، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزُّبيرَ بن العوام، فقال: عذِّبه حتى تستأصل ما عنده، فكان الزبير يقدح بزنده في صدرِه حتى أشرف على نفسه؛ ثم دفعه رسولُ الله إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة. وحاصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهلَ خيبر في حصْنيهم، الوطيح والسُّلالم؛ حتى إذا أيقنوا الهلَكَة سألوه أن يسيّرهم ويحقِن لهم دماءهم؛ ففعل. وكان رسول الله قد حاز الأموال كلها: الشِّقّ ونطاة والكتِيبة؛ وجميع حصونهم إلَّا ما كان من ذَينِكَ الحصنَين. فلما سمع بهم أهل فَدَك قد صنعوا ما صنعوا بعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألونه أن يسيِّرهم ويحقن دماءهم لهم، ويخلُّوا له الأموال، ففعل، وكان فيمن مشى بينهم وبين رسول الله في ذلك مُحَيّصَة بن مسعود؛ أخو بني حارثة؛ فلما نزل أهلُ خيبر على ذلك؛ سألوا رسول الله أن يعامِلَهم بالأموال على النِّصف، وقالوا: نحن أعلمُ بها منكم؛ وأعمرُ لها؛ فصالحهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على النِّصف على أنا إذا شئنا أن نخرجَكم أخرجناكم؛ وصالحه أهل فدَك على مثل ذلك، فكانت خيبر فيئًا للمسلمين، وكانت فَدَك خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهم لم يجْلِبُوا عليها بخيلٍ ولا ركاب (١). (٣: ١٣/ ١٤ / ١٥).

[ذكر مقاسم خيبر وأموالها]

٢٧٧ - حدثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، قال:


(١) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف، وقد ذكره ابن إسحاق بلاغًا. وأما حديث اصطفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصفية فسيأتي لاحقًا.
وكذلك رؤيا ضعيفة كما سنذكر بعد الرواية التالية إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>