للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧٥ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن الحسن؛ عن بعض أهله، عن أبي رافع مولَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: خرجنا مع عليّ بن أبي طالب حين بعثَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - برايته؛ فلمَّا دنا مِن الحِصْن خرج إليه أهلُه؛ فقاتلهم فضربه رجل من اليهود، فطرح تُرْسَه من يده؛ فتناول عليٌّ - رضي الله عنه - بابًا كان عند الحصن، فتترَّس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل؛ حتى فتح الله عليه؛ ثمَّ ألقاه من يده حين فرغ؛ فلقد رأيتُني في نفر سبعة أنا ثامنهم، نجهد على أن نَقْلِب ذلك الباب فما نَقلِبُه (١). (٣: ١٣).

٢٧٦ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن ابن إسحاق، قال: ولما فَتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - القَمُوص، حصن ابن أبي الحُقَيق، أتِيَ رسول الله بصفيّة بنت حُيّي بن أخطب، وبأخرى معها؛ فمرّ بهما بلال -وهو الذي جاء بهما- على قتلى من قتلى يهود، فلما رأتهم التي مع صفيّة صاحت وصكَّتْ وجهها، وحثت التراب على رأسها، فلمّا رآها رسول الله قال: أغرِبوا عني هذه الشيطانة؛ وأمر بصفية فحِيزت خلْفَه، وألقَى عليها رداؤَه، فعرف المسلمون أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد اصطفاها لنفسه، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال -فيما بلغني- حين رأى من تلك اليهودية ما رأى: أنُزِعَتْ منك الرحمة يا بلال؛ حيث تمرُّ بامرأتين على قتلى رجالهما! وكانت صفيّة قد رأت في المنام وهي عروسٌ بكنانة بن الربيع بن أبي الحُقيق؛ أن قمرًا وقع في حجرها، فعرضت رؤياها على زوجها فقال:


= قلنا: والفرق واضح بين مسألتين. الأولى: تقهقر القوة التي قادها سيدنا عمر - رضي الله عنه - لأول وهلة.
والمسألة الثانية: اتهام الصحابة لعمر بالجبن واتهامه إياهم بالجبن كذلك.
فأما الأولى فصحيح ولا غرابة في ذلك فالمسلمون يصابون بالقرح وينهزمون ماديًا أحيانًا وينتصرون أحيانًا أخرى. أما أن يتهم بعضهم بعضًا بالجبن ففي النفس منه شيء وقد انكشف المسلمون يوم أحد ولم يتهموا بالجبن فالحرب سجال وكرّ وفرّ.
والنتيجة إما نصر وإما شهادة، وأما إعطاؤه - صلى الله عليه وسلم - الراية لعلي فصحيح كما ذكرنا في قسم الصحيح فليراجع.
(١) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف، وفي إسناد ابن إسحاق مبهم، والحديث رواه البيهقي في دلائل النبوة (٤/ ٢١٢) من طريق ابن إسحاق هذا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد وفيه راوٍ لم يُسَمَّ (٦/ ١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>