للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان حين نزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بحصن أهل خيبر، أعطى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - اللواءَ عمر بن الخطاب، ونهض مَنْ نهض معه من الناس؛ فلقُوا أهل خيبر؛ فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يجبِّنُه أصحابهُ ويجبّنهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لأعْطِينَّ اللواء غدًا رَجُلًا يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله. فلمّا كان من الغد تطاولَ لها أبو بكر وعمر؛ فدعا عليًّا - عليه السلام - وهو أرْمد، فتفل في عينيه، وأعطاه اللواءَ، ونهض معه من الناس مَنْ نهض. قال: فلقيَ أهل خيبر؛ فإذا مرحب يرتجز ويقول:

قَدْ عَلِمَتْ خَيبَرُ أَنِّي مَرْحبُ ... شاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مجَرَّبُ

أَطْعَنُ أَحْيَانًا وحينًا أضرِبُ ... إذَا اللُّيُوث أَقبلتْ تَلَهَّبُ

فاختلف هو وعليٌّ ضربتين، فضربه عليٌّ على هامتِه؛ حتى عضّ السيف منها بأضراسه؛ وسمع أهل العسكر صوت ضَربته؛ فما تتامَّ آخر الناس مع عليّ عليه السلام حتى فتح الله له ولهم (١). (٣: ١١/ ١٢).


(١) في إسناده ميمون (أبو عبد الله) قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: لا شيء (ميزان الاعتدال ٤/ ٢٣٧ / ت ٨٩٧١) وفي النفس شيء من متن هذه الرواية ونعني عبارة: (يجبنه أصحابه ويجبنهم).
وكذلك أخرج الحاكم في المستدرك (٣/ ٣٧) من طريق عبد الله بن موسى عن نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي - رضي الله عنه - وفيه: (هزموا عمر وأصحابه فجاؤوا يجبنوه ويجبنهم).
قلنا: وعبيد الله بن موسى وإن كان ثقة فإن غير واحد من أئمة الحديث قالوا فيه: شيعي محترق وتُشم رائحة التشيع من هذه الرواية.
أضف إلى ذلك فإن نعيم بن حكيم صدوق له أوهام، وأما أبو موسى الحنفي: فإن كان الذي ترجم له الذهبي قائلًا: أبو موسى عن علي فهو مجهول. وفي موافقة الذهبي للحاكم في تصحيحه لهذا الإسناد نظر -وأي نظر-.
وأخرج الحاكم رواية أخرى في المستدرك من طريق يحيى بن يعلى عن القاسم بن أبي شيبة من حديث جابر - رضي الله عنه - وفيه: فرجع يجبن أصحابه ويجبنوه.
وصححه الحاكم على شرط مسلم ولم يوافقه الذهبي إذ قال: قلت: القاسم واهٍ (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٣٨).
قلنا: وإن كان يحيى بن معلى هذا هو الأسلمي فهو مضطرب الحديث كما قال البخاري (الميزان / ت ٩٦٥٧). =

<<  <  ج: ص:  >  >>