للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر الخبر عن سبب خلعهم السلطان ومآل أمرهم في ذلك]

ذكر أن سبب خلعهم إياه كان أنهم كانوا استكثروا ما عليهم من الخراج، وكان خراجهم ألفيْ ألف درهم، وكان المأمون قد حطّ عن أهل الرّيّ حين دخلها منصرفًا من خراسان إلى العراق، ما قد ذكرتُ قبلُ، فطمع أهل قُمّ من المأمون في الفعل بهم في الحطّ عنهم والتخفيف مثل الذي فعل من ذلك بأهل الرّيّ، فرفعوا إليه يسألونه الحطّ، ويشكون إليه ثقله عليهم؛ فلم يجِبْهم المأمون إلى ما سألوه، فامتنعوا من أدائه، فوجّه المأمون إليهم عليّ بن هشام، ثم أمده بعُجَيف بن عَنْبسة، وقدم قائد لحمَيد يقال له محمد بن يوسف الكح بعرض من خُراسان، فكتب إليه بالمصير إلى قمّ لحرب أهلها مع عليّ بن هشام، فحاربهم عليّ فظفر بهم، وقتل يحيى بن عمران وهدم سور قمّ، وجباها سبعة آلاف ألف درهم بعد ما كانوا يتظلَّمون من ألفي ألف درهم.

* * *

ومات في هذه السنة شهريار، وهو ابن شروين، وصار في موضعه ابنه سابور، فنازعه مازيار بن قارن فأسره وقتله، وصارت الجبال في يدي مازيار بن قارن.

وحجّ بالناس في هذه السنة صالح بن العباس بن محمد وهو يومئذ والي مكة (١).

[ثم دخلت سنة إحدى عشرة ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث]

* * *

أمر عبيد الله بن السريّ

فمن ذلك خروج عبيد الله بن السريّ إلى عبد الله بن طاهر بالأمان، ودخول


(١) وكذلك قال خليفة في تأريخه (٣١٤).
والبسوي في المعرفة (١/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>