للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أنتم برَكْب يُصالُ بكم، ولا ذي عِزّ يُعتصَم إليه، لَعمرُ الله، لبئس حُشَّاش الحرب أنتم! إنكم تُكادون ولا تكيدون، ويتنقّص أطرافكم ولا تتحاشوْن، ولا يُنام عنكم وأنتم في غفلةٍ ساهون؛ إن أخا الحَرب اليَقْظان ذو عقل، وبات لذلّ مَن وادَع، وغلب المتجادلون، والمغلوب مقهور ومسلوب، ثم قال: أما بعد، فإنّ لي عليكم حقًّا، وإن لكم عليَّ حقًّا، فأمّا حقكم عليّ فالنّصيحة لكم ما صحبتُكم، وتوفيرُ فَيئكم عليكم، وتعليمُكم كيما لا تجهلوا، وتأديبُكم كي تَعلَّموا؛ وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصح لي في الغيب والمشهد، والإجابة حين أدعوكم، والطاعة حين آمركم، فإن يُرِد اللهُ بكم خيرًا؛ انتزعتم عما أكره، وتَراجَعوا إلى ما أحِبّ، تنالوا ما تَطلُبون، وتُدرِكوا ما تأمُلون (١). (٥: ٩٠/ ٩١).

١١٧٣ - وذكر عليّ بن محمد عن عبد الله بن ميمون، عن عمرو بن شُجَيرة، عن جابر، عن الشعبيّ، قال: بعث عليٌّ بعدما رجع من صِفين جَعْدة بن هبيرة المخزوميّ، وأمّ جعدة أمّ هانئ بنت أبي طالب - إلى خُراسان، فانتهى إلى أبْرشهر؛ وقد كَفَروا وامتنعوا، فقدم على عليّ، فبعث خُليد بن قرّة اليربوعيّ، فحاصر أهل نَيْسابور حتى صالحوه، وصالحه أهلُ مرْو (٢). (٥: ٩٢).

[ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين ذكر ما كان فيها من الأحداث]

١١٧٤ - فمما كان فيها مَقتَل محمّد بن أبي بكر بمصر، وهو عاملٌ عليها، وقد ذكرنا سببَ تولية عليٍّ إياه مصر، وعزل قيس بن سعد عنها، ونذكر الآن سببَ قتله، وأين قتل؟ وكيف كان أمره؟ ويبدأ بذكرٍ من تتمّة حديث الزّهريّ الذي قد ذكرنا أوّله قبلُ، وذلك ما حدّثنا عبد الله عن يونس، عن الزّهريّ، قال: لما حُدّث قيس بن سعد بمجيء محمد بن أبي بكر، وأنه قادم عليه أميرًا، تلقّاه، وخلَا به، وناجاه، فقال: إنك جئت من عند امرئ لا رأيَ له، وليس عَزْلُكم


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>