للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها استَعملَ الوليد قُرَّةَ بن شريك على مصرَ موضع عبد الله بن عبد الملك.

وفيها أسرت الرّومُ خالد بن كَيسان صاحبا البحر، فذهبوا به إلى مَلِكهم، فأهداه ملك الروم إلى الوَليد بن عبد الملك. (٦: ٤٤٢).

[[خبر فتح بخارى]]

وفيها فَتَح قُتيبةُ بُخارَى، وهَزَم جُموعَ العدوّ بها.

ذكر الخبر عن ذلك:

ذكر عليّ بن محمد أن أبا الذّيال أخبَرَه عن المهلّب بن إياس؛ وأبا العلاء عن إدريس بن حَنْظلة؛ أنّ كِتَاب الحجّاج لمّا ورد على قتيبة يأمره بالتوبة مما كان، من انصرافه عن وَرْدان خُذاه ملك بُخارى قبل الظفر به والمصير إليه. ويعزفه الموضَع الذي ينبغي له أن يأتي بلده منه، خرج قُتيبة إلى بُخارى في سنة تسعين غازيًا، فأرسل وردان خذاه إلى السُّغد والتُّرك ومن حملهم يستنصرونهم، فأتوْهم وقد سَبَق إليها قتيبةُ فحَصرهم، فلمّا جاءتهم أمدادهم خرجوا إليهم ليقاتلوهم، فقالت الأزْد: اجعَلونا على حدة، وخَلُّوا بيننا وبين قتالهم. فقال قتيبة: تقدَّموا؛ فتقدّموا يقاتلونهم وقتيبةُ جالسٌ. عليه رداءٌ أصفر فوق سلاحه، فصبَروا جميعًا مليًّا، ثمّ جال المسلمون، وركبهم المشركون فحطموهم حتى دخلوا في عسكر قتيبة وجازوه حتى ضرب النساءُ وجوه الخيل وبكين، فكرّوا راجعين، وانطوت مُجنّبتَا المسلمين على الترك، فقاتلوهم حتى ردّوهم إلى مواقفهم، فوقف الترك على نَشَز، فقال قتيبة: من يويلُهم لنا عن هذا الموضع؟ فلم يقدم عليهم أحد، والأحياء كلّها وقوفٌ.

فمشى قتيبة إلى بني تميم، فقال: يا بني تميم، إنكم أنتم بمنزلة الحطميّة، فيولم كأيّامكم، أبي لكم الفداء! قال: فأخذ وكيع اللواءَ بيَده، وقال: يا بني تميم، أتسلمونني اليوم؟ قالوا: لا يا أبا مطرّف - وهريم بن أبي طَلْحة المُجاشعيّ على خيل بني تميم ووكيع رأسُهم، والناس وقوف - فأحجَموا جميعًا، فقال


= وقاتل فقتل عند المساء وانهزم المشركون فقتلهم المسلمون. [فتوح البلدان: ٢٦١].

<<  <  ج: ص:  >  >>