للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أظفاره يومًا، فأخذتُ قُلامتَه فجعلتُها في قارورة، فإذا متّ فألبسوني ذلك القميصَ، وقطّعوا تلك القُلامةَ، واسحَقوها وذُرُّوها في عيني، وفي فيّ، فعسى الله أن يرحَمني ببَركتها! ثم قال متمّثلًا بشِعر الأشهب بن رُمَيلة النَّهشليّ يمدح به القُباع:

إذا مُتّ ماتَ الجُودُ وانقطعَ النَّدَى ... من الناس إلَّا من قليل مصَرَّدِ

ورُدَّتْ أكُفُّ السائلينَ وأَمْسَكوا ... من الدّينِ والدنيا بخِلفٍ مُجدَّدِ

فقالت إحدى بناته -أو غيرها: كلّا يا أمير المؤمنين، بل يدفع الله عنك؛ فقال متمثلًا:

وإذا المنيّة أنشبتْ أظفارَها ... ألفَيتَ كُلَّ تَميمةٍ لا تَنفعُ

ثم أغمِيَ عليه، ثم أفاق، فقال: لمن حضره في أهله: اتقوا الله عزّ وجلّ، فإنّ الله سبحانه يقي من اتّقاه، ولا واقيَ لمن لا يتقي الله، ثم قضى (١). (٥: ٣٢٦/ ٣٢٧).

٩ م- حدَّثنا أحمد، عن عليّ، عن محمد بن الحكم، عمّن حدّثه أنّ معاوية لما حُضر أوصى بنصف ماله أن يُردّ إلى بيت المال، كان أراد أن يَطِيب له الباقي، لأنّ عمر قاسم عمّاله (٢). (٥: ٣٢٧)

[ذكر الخبر عن نسبه وكنيته]

١٠ م- أما نسبه فإنه ابن أبي سُفيان، واسم أبي سُفْيان صَخْر بن حَرْب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب، وأمّه هند بنت عتبة بن


(١) إسناده مركب من طريقين، الأول فمن طريق علي بن مجاهد وهو متروك أما الثاني فمن طريق الأوزاعي عن عبد الأعلى بن ميمون عن أبيه وعبد الأعلى ذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه، وذكره ابن حبان في الثقات والله أعلم.
وأخرجه البلاذري من طريق هشام بن عمار عن عبد الحميد بن حبيب عن الأوزاعي به (الأنساب / ٤/ ١٥٣ / ح ٤٣١).
(٢) وأخرجه البلاذري فبين اسم الذي أبهمه الطبري وذلك من طريق المدائني عن محمد بن الحكم عن أبيه (أنساب الأشراف ٤/ ٢٨ / ٩٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>