للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= غير ثابت عنه، ولو ثبت ذلك فللأئمة أن يؤدبوا رعيتهم إذا رأى موجبًا له). (كتاب الإمامة / ٣١٥).
قلنا: ولو فرضنا جدلًا أن ضرب عثمان لعمار قد ثبت ثم ماذا؟ ! ألم يثبت في صحيح البخاري أن عثمانًا قد أمر عليًّا بجلد الوليد بن عقبة بعد أن ثبت بحقه ما يوجب الجلد، علمًا بأن المبتدعة والمستشرقين ينهمونه بأنه قد حابى الوليد بن عقبة فأين الرواية الصحيحة من افتراءاتهم؟ ! .
ومن أراد المزيد من هذه المواقف الصادقة فليراجع ما كتبه الدكتور (محمد أبو محزون) في كتابه القيّم: تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (٢/ ١٤ - ٤٢).

ردّ على المستشرق بروكلمان ومن تتلمذ على فكره حول الفتنة في زمن سيدنا عثمان وموقف الصحابة آنذاك
يبدو أن بروكلمان (ومن سار على نهجه) يتصور أن الناس لا يستطيعون أن يدرسوا الروايات التأريخية، وأن النقد والتقييم حكر على من عادى التاريخ الإسلامي، وسأذكر بعض ما ذكر من تحريف وتزوير في هذه المسألة:
يقول بروكلمان: وفي سنة (٦٥٣ م) ظهر الاختلاف في قراءات القرآن أثناء غزو أرمينية بين جيوش الشام وجيوش العراق (وإذا كان التوتر بين سكان هذين القطرين كان على أشده آنئذ) فقد كان من الطبيعي أن يؤدي ذلك الخلاف على آي القراءات القرآنية إلى اشتباكات عنيفة بين الجنود (تأريخ الشعوب الإسلامية / ١١٢) وكنت أتمنى لو أنه جاء ولو برواية تاريخية ونسبها إلى مصدر تاريخي مهما كان، ولكنه بعلم في قرارة نفسه أنه لم تحصل أبدًا ما سماها اشتباكات عنيفة بين الجنود من أجل الاختلاف في القراءة! ! !
ويقول بروكلمان (وبدون تردد): واستطاع خصوم الخليفة في المدينة وعلى رأسهم علي، وطلحة، والزبير أن يفيدوا من الاستياء العام (تأريخ الشعوب الإسلامية ١١٢).
ولا أدري ما أقول في ردّ هذا الافتراء العظيم؛ والأدلة الصحيحة التي ذكرنا والتي لم نذكر تبيّن جميعها: أن عليًّا رضي الله عنه كان على رأس المدافعين عن خليفة المسلمين عثمان بن عفان، وأعلنها مرارًا وتكرارًا: أنه لم يحرّض عليه بل دفع بولديه حماية له، وذكرنا ما ثبت من أنه رضي الله عنه كان يلعن قاتليه على الملأ، وإذا لم تكن جميع الأدلة الصحيحة التي ذكرنا شافية للغليل فإلى تلاميذ بروكلمان نذكر هذه الرواية زيادة على ما ذكرنا وتكذيبًا لافتراء أستاذهم، فقد أخرج ابن عساكر عن قيس بن عباد قال: سمعت عليًّا يوم الجمل يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت: إني والله لأستحي من الله أن أبايع قومًا قتلوا رجلًا قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة، وإني لأستحي من الله أن أبايع وعثمان قتيل الأرض لم يدفن بعد، فانصرفوا فلما دفن رجع الناس يسألوني البيعة فقلت: اللهم إني مشفق =

<<  <  ج: ص:  >  >>