للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ذكر سبب قتله إيّاهم:

٥ م- حدّثني عمر، قال: حدّثني زهير بن حرب، قال: حدَّثنا وهب بن جرير، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عيسى بن عاصم الأسديّ، أنّ ابن زياد خرج في رِهان له، فلما جلس ينتظر الخيل اجتمع الناس وفيهم عروة بن أديّة أخو أبي بلال، فأقبل على ابن زياد فقال: خمس كنَّ في الأمم قبلنا، فقد صِرْن فينا: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}. وخَصْلتين أخريين لم يحفظهما جرير. فلما قال ذلك ظنّ ابن زياد أنه لم يجترئ على ذلك إلا ومعه جماعة من أصحابه، فقام ورَكِب وتَرك رِهانه، فقيل لعُرْوة: ما صنعتَ! تعلمنَّ والله ليقتلنّكَ، قال: فتوارى، فطَلَبه ابنُ زياد، فأتى الكُوفة، فأخذ بها، فقدم به على ابن زياد، فأمر به فقطِعتْ يداه ورِجْلاه، ثم دعا به فقال: كيف ترى؟ قال: أرَى أنك أفسدتَ دنيايَ وأفسدتُ آخرتَك؛ فقَتَله، وأرسل إلى ابنته فقتلها (١). (٥: ٣١٢/ ٣١٣).

٦ م- حدّثني عمر، قال: حدَّثنا زُهير بن حرب، قال: حدَّثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: حدّثني يونس بن عبيد؛ قال: خرج مِرداس أبو بلال -وهو من بني ربيعة بن حنظلة- في أربعين رجلًا إلى الأهواز، فبعث إليهم ابنُ زياد جيشًا عليهم ابن حصن التميميّ، فقتلوا في أصحابه وهزموه، فقال رجلٌ من بني تَيم الله بن ثعلبة:

أَألَفا مُؤْمِنٍ منكم زَعمتمْ ... ويَقتُلُهمْ بآسَكَ أَربَعونا

كذبتُمْ ليس ذاك كما زَعمتمْ ... ولكِنّ الخوارجَ مؤمِنونا

هي الفِئةُ القليلة قد عَلمتُمْ ... على الفِئةِ الكثيرة يُنْصَرُونا

قال عمر: البيت الأخير ليس في الحديث، أنشدنيه خلّاد بن يزيدَ الباهليّ (٢). (٥: ٣١٣/ ٣١٤).

وكان الوالي على المدينة الوليدُ بن عُتبة بن أبي سُفيان، وعلى الكوفة النعمان بن بَشير، وعلى قضائها شُرَيح، وعلى البَصرة عُبيد الله بن زياد، وعلي قضائها هشامُ بن هُبيرة، وعلى خُراسانَ عبدُ الرحمن بن زياد، وعلى سجِستَان


(١) رجاله ثقات.
(٢) رجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>