للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا يُدَوُّون بالقرآن إذا جنّ عليهم الليل دَويَّ النحل، وهم آساد النَّاس، لا يشبههم الأسود، ولم يفضُل مَن مضى منهم مَن بقي إلّا بفضل الشهادة؛ إذ لم تُكتَبَ لهم (١). (٣: ٥٨٣).


(١) إسناده ضعيف.

متابعات وشواهد روايات الطبري في معركة القادسية
١ - أخرج الحافظ ابن أبي شيبة بسند صحيح في مصنفه (١٢ / ح ١٥٥٩٠): حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس وسعيد بن منصور في سننه (٢/ ٢٧٧) من طريق هيثم عن إسماعيل عن قيس قال: شهدت القادسية وكان سعد على الناس وجاء رستم فجعل عمرو بن معديكرب الزبيدي بمر على الصفوف ويقول: يا معشر المهاجرين كونوا أسودًا أشداء أغنى شأنًا إنما الفارسي تيس هوان يلقي بنيزكه، قال: وكان معهم أسوار لا تسقط له نشابة فقلنا له: يا أبا ثور! اتق ذاك، قال: فإنا لنقول ذاك إذ رمانا فأصاب فرسه، فحمل عمرو عليه فاعتنقه ثم ذبحه فأخذ سلبه سواري ذهب كانا عليه ومنطقة وقباء ديباح، وفر رجل من ثقيف فخلا بالمشركين فأخبرهم فقال: إن الناس في هذا الجانب وأشار إلى بجيلة قال: فرموا إلينا ستة عشر فيلًا عليها المقاتلة وإلى سائر الناس فيلين، قال: وكان سعد يقول يومئذ: سابجيلة، قال قيس: وكنا ربع الناس يوم القادسية، فأعطانا عمر ربع السواد فأخذناه ثلاث سنين ... إلى آخر الحديث.
وقال ابن كثير: وقد روى محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم البجلي وكان ممن شهد القادسية قال: كان معنا رجل من ثقيف فلحق بالفرس مرتدًا، فأخبرهم أن بأس الناس في الجانب الذي فيه بجيلة، قال: وكنا ربع الناس، قال: فوجهوا إلينا ستة عشر فيلًا وجعلوا يلقون تحت أرجل خيولنا حسك الحديد ويرشقوننا بالنشاب، فلكأنه المطر وقربوا خيولهم بعضها إلى بعض لئلا ينفروا. قال: وكان عمرو بن معديكرب الزبيدي يمر بنا فيقول: يا معشر المهاجرين كونوا أسودًا فإنما الفارسي تيس. قال: وكان فيهم أسوار لا تكاد تسقط له نشابة. فقلنا له: يا أبا ثور نق ذاك الفارسي فإنه لا تسقط له نشابة فوجه إليه الفارسي ورماه بنشابة فأصاب فرسه وحمل عليه عمرو فاعتنقه فذبحه فاستلبه سوارين من ذهب ومنطقة من ذهب ويلمقًا من ديباح. قال؛ وكان المسلمون ستة آلاف أو سبعة آلاف فقتل الله رستمًا، وكان الذي قتله رجل يقال له: هلال بن علقمة التميمي، رماه رستم بنشابة فأصاب قدمه وحمل عليه هلال فقتله واحتز رأسه وولت الفرس فاتبعهم المسلمون يقتلونهم فأدركوهم في مكان قد نزلوا فيه واطمأنوا، فبينما هم سكارى قد شربوا ولعبوا إذ هجم عليهم المسلمون فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وقتل هنالك الجالينوس، قتله زهرة بن حوية التميمي، ثم ساروا خلفهم فكلما تواجه الفريقان نصر الله حزب الرحمن وخذل حزب الشيطان وعبدة النيران، واحتاز المسلمون من الأموال ما يعجز عن حصره =

<<  <  ج: ص:  >  >>