للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف لقيْسٍ أن ينوِّط نفسَه ... إذا ما جرى والمَضْرِحيّ المسوّدُ!

وقال قيس:

وفَيْتُ لقومِي وَاحْتشدتُ لمَعْشَرٍ ... أصابوا على الأحياء عَمْرًا ومَرْثَدا

وكنتُ لدَى الأبناء لمّا لقيتُهم ... كأصيَدَ يسمو بالعَزازة أصْيدَا

وقال عمرو بن معد يكربِ:

فما إنْ داذَوَىْ لكُمُ بفخْرٍ ... ولكن داذَوَىْ فضَحَ الذّمَارَا

وفيروزٌ غَدَاةَ أصاب فيكمْ ... وأَضْرَبَ في جموعكمُ اسْتَجَارا (١)

(٣: ٣٢٧/ ٣٢٨).

ذكر خبر طاهر حين شخص مددًا لفيروز

٩٤ - قال أبو جعفر الطبري: قد كان أبو بكر رحمه الله كتبَ إلى طاهر بن أبي هَالَة بالنّزول إلى صنعاء وإعانة الأبناء، وإلى مسروق، فخرجا حتى أتَيَا صنْعاء، وكتب إلى عبد الله بن ثَوْر بن أصغر، بأن يجمع إليه العَرب ومن استجاب له من أهل تِهامة، ثم يقيم بمكانه حتى يأتيَه أمرُه.

وكان أوّلَ رِدّة عمرو بن معد يكرب: أنَّه كان مع خالد بن سعيد فخالفه، واستجاب للأسود، فسار إليه خالد بن سعيد حتى لقيَه؛ فاختلفا ضربتين، فضربه خالد على عاتقه فقطع حمالة سيفه فوقع، ووصلت الضربة إلى عاتقه، وضربه عمرو فلم يصنع شيئًا، فلمَّا أراد خالد أن يثنِّيَ عليه نزل فتوقَّل في الجبل، وسَلَبَه فرسه وسيفَه الصَّمْصامة، ولحّج عمرو فيمن لحج. وصارت إلى سعيد بن العاص الأصغر مواريثُ آل سعيد بن العاص الأكْبر. فلمَّا وليَ الكوفة عرض عليه عمرو ابنتَه، فلم يقبلْها، وأتاه في داره بعدّة سيوف كان خالد أصابها باليمن، فقال: أيّها الصَّمصامة؟ قال: هذا، قال: خذه فهو لك، فأخذه، ثم آكف بغلًا له، فضرب الإكاف فقطعه والبرذعة؛ وأسرع في البغل، ثم ردّه على سعيد، وقال: لو زرتني في بيتي وهو لي لوهبتُه لك، فما كنت لأقبلَه إذ وقع (٢). (٣: ٣٢٨/ ٣٢٩).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>