للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن المُسْتَنير بن يزيد عن عُرْوة بن غَزِيّة وموسى، عن أبي زُرْعة السّيبانيّ، قال: ولما فَصَل المهاجر بن أبي أمَّية من عند أبي بكر -وكان في آخر مَنْ فَصَل- اتَّخذ مكة طريقًا، فمرّ بها فاتَّبعه خالد بن أسيد، ومرّ بالطائف فاتَّبعه عبد الرحمن بن أبي العاص، ثم مضى حتى إذا حاذَى جرير بن عبد الله ضمَّه إليه، وانضمّ إليه عبد الله بن ثَوْر حين حازَاه، ثم قدم على أهل نَجْران؛ فانضمّ إليه فَرْوة بن مُسَيك، وفارق عمرو بن معد يكرب قيسًا، وأقبل مستجيبًا؛ حتى دخل على المهاجر على غير أمان؛ فأوثقه المهاجر؛ وأوثق قَيْسًا، وكتب بحالهما إلى أبي بكر رحمه الله، وبعث بهما إليه. فلمَّا سار المهاجر من نَجْران إلى اللحجيّة، والتفَّت الخيول على تلك الفالّة استأمنوا، فأبى أن يؤمّنَهم، فافترقوا فرقتين؛ فلقي المهاجر إحداهما بعجيب، فأتى عليهم، ولقَيْت خيولُه الأخرى بطريق الأخابث، فأتوْا عليهم -وعلى الخيول عبدُ الله- وقتل الشُّرَداء بكلّ سبيل، فقُدِم بقيس، وعمرو على أبي بكر، فقال: يا قيس! أعَدوْتَ على عباد الله تقتلهم، وتتّخذ المرتدّين، والمشركين وليجَةً من دون المؤمنين! وهمّ بقتله لو وجد أمرًا جليًّا. وانتفى قيس من أن يكون قارف من أمر داذويه شيئًا، وكان ذلك عملًا عُمِل في سِرّ لم يكن به بيّنَةٌ، فتجافَى له عن دمه، وقال لعمرو بن معد يكرب: أما تخزَى أنَّك كلّ يوم مهزوم أو مأسور! لو نصرت هذا الدين لرفعك الله. ثم خلَّى سبيله، وردَّهما إلى عشائرهما، وقال عمرو: لا جَرَمَ! لأقبلنّ ولا أعود (١). (٣: ٣٢٩/ ٣٣٠).

٩٦ - كتب إلي السريّ عن شعيب، عن سيف، عن المستنير وموسى قالا: سار المهاجر من عجيب، حتى ينزل صَنْعاء، وأمر أن يتَّبعوا شُذَّاذ القبائل الذين هربوا؛ فقتلوا مَنْ قَدرُوا عليه منهم كلّ قِتْلة، ولم يُعْفِ متمرّدًا، وقبل توبةَ من أناب من غير المتمرّدة؛ وعملوا في ذلك على قَدْر ما رأوا من آثارهم، ورجَوا عندهم. وكتب إلى أبي بكر بدخوله صنعاء وبالذي يتّبع من ذلك (٢). (٣: ٣٣٠).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>