للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر فتح بيت المقدس]

١٦١ - وعن أبي عثمان وأبي حارثة، قالا: افتتحت إيلياء وأرضها على يدي عمر في ربيع الآخر سنة ستّ عشرة (١). (٣: ٦١٠).

١٦٢ - وعن رجاء بن حيوَة، عمّن شهد؛ قال: لما شخص عمر من الجابية إلى إيلياء، فدنا من باب المسجد، قال: ارقبُوا لي كعبًا، فلمّا انفرق به الباب، قال: لبَّيك، اللهم لبّيك، بما هو أحبُّ إليك! ثم قصد المحراب؛ محراب داود - عليه السلام -، وذلك ليلًا، فصلى فيه، ولم يلبث أن طلع الفجر، فأمر المؤذّن بالإقامة، فتقدّم فصلّى بالناس، وقرأ بهم "ص"، وسجد فيها، ثم قام، وقرأ بهم في الثانية صدْرَ "بني إسرائيل"، ثم ركع ثم انصرف، فقال: عليّ بكعب، فأتِي به، فقال: أين ترى أن نجعل المصلّى؟ فقال: إلى الصخرة، فقال: ضاهيتَ والله اليهوديّة يا كعب، وقد رأيتك وخلعَك نعليك، فقال: أحببتُ أن أباشره بقدميّ، فقال: قد رأيتُك، بل نجعل قبلته صدره، كما جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلة مساجدنا صدورَها، اذهب إليك، فإنا لم نؤمر بالصّخرة، ولكنّا أمِرنا بالكعبة، فجعل قبلته صدَره، ثم قام من مُصلّاه إلى كُناسة قد كانت الروم قد دفنت بها بيت المقدس في زمان بني إسرائيل، فلمّا صار إليهم أبرزوا بعضها، وتركوا سائرها، وقال: يا أيّها الناس! اصنعوا كما أصنع، وجثا في أصلها، وجثا في فَرْج من فروج قبائله، وسمع التكبير من خلْفه، وكان يكره سُوء الرِّعةَ في كلّ شيء، فقال: ما هذا؟ فقالوا: كبّر كعب وكبّر الناس بتكبيره فقال: عليّ به فأتِيَ به، فقال: يا أميرَ المؤمنين! إنه قد تنبّأ على ما صنعت اليوم نبيّ منذ خمسمئة سنة، فقال: وكيف؟ فقال: إنّ الرّوم أغاروا علي بني إسرائيل فأدِيلوا


= ما نقلناه من تأريخ ابن عساكر وذلك لأن أبا الجماهر محمد بن عثمان ولد سنة ١٤٠ هـ بينما دارت المعركة سنة ١٦ أو ١٧ هـ وأما أبو عثمان الصنعاني الذي أثبتنا اسمه فهو تابعي أدرك الصديق رضي الله عنه وشهد اليمامة مع خالد وفتح دمشق (تهذيب الكمال ١٢/ ٤١٠).
وأما أبو الجماهر فهو أحد رجال السند والله تعالى أعلم. ولقد ذكر يعقوب بن سفيان هذه المعركة ضمن أحداث سنة (١٤ هـ).
(١) إسناده ضعيف وسنذكر ما يؤيده بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>