أخرج الحاكم في المستدرك (٣/ ٨٢) أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا أيوب الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: لما قدم عمر الشام عرضت له مخاضة فنزل عمر عن بعيره ونزع خميما أو قال موقيه، ثم أخذ عظام راحلته وخاض المخاضة فقال له أبو عبيدة بن الجراح: لقد فعلت يا أمير المؤمنين فعلًا عظيمًا عند أهل الأرض نزعت خفيك وقدمت راحلتك وخضت المخاضة. قال: فصك عمر بيده في صدر أبي عبيدة فقال أوه لو غيرك يقولها يا أبا عبيدة! أنتم كنتم أقل الناس وأذل الناس فأعزكم الله بالإسلام فمهما تطلبوا العزة بغيره يذلك الله تعالى. وسكت عنه الحاكم وكذا الذهبي والله أعلم. ٢ - أخرج خليفة بن خياط (في أحداث سنة ستة عشرة) قال: حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال أخبرنا محمد بن طلحة بن ركانة عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: خرج أهل إيلياء إلى عمر فصالحوه على الجزية وفتحوها - (تأريخ خليفة / ١٣٥) قلنا: وشيخ خليفة في هذا الإسناد هو بكر بن سليمان البصري ترجم له البخاري فسكت عنه، وأما أبو حاتم فقد قال: مجهول، فرده الذهبي قائلًا روى عنه شهاب بن معمر وخليفة بن خياط ولا بأس به إن شاء الله تعالى. (ميزان الاعتدال ١/ ٣٤٥ / ت ١٢٨٣). وكذلك قال الحافظ ابن حجر في اللسان (٢/ ٩٠ / ت ١٧٢٧) وبكر هذا راوية ابن إسحاق في السيرة وتأريخ الخلفاء كما هو معروف - وإسناد خليفة هذا لا بأس به (والله أعلم) إلى سالم بن عبد الله إلَّا أن سالمًا لم يعاصر هذه الأحداث، فلعله أخذه عن أبيه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر، والله تعالى أعلم. أما البلاذري فقد ذكر ثلاث روايات في فتح بيت المقدس.